لم يكن موسم 2024-2025 عاديًا بالنسبة لفريق برشلونة، فقد شهد الفريق الكتالوني تحوّلًا واضحًا بقيادة المدرب الألماني هانز فليك، الذي أثبت سريعًا قدرته على التأقلم مع خصوصيات النادي الكتالوني، وأعاد للفريق بريقه وأداءه الجميل الذي يذكّر بأيام المجد.
ورغم الأضواء المسلطة على الأسماء الأساسية، فإن أحد مفاتيح نجاح فليك هذا الموسم كان البدلاء، هؤلاء اللاعبون الذين قبلوا أدوارهم بصدر رحب، وأثبتوا جاهزيتهم حين طُلب منهم الصعود إلى المسرح، كانوا عاملاً حاسمًا في استمرارية الأداء القوي للفريق، خاصة في لحظات الغيابات والإصابات.
ففي الأسابيع الأخيرة، لمع اسم إيريك جارسيا وجيرارد مارتن، اللذين تألقا بعد إصابة الثنائي الأساسي جول كوندي وأليخاندرو بالدي.
أظهر جارسيا تنوعاً تكتيكياً لافتاً، إذ شغل مراكز قلب الدفاع، والمحور، وحتى الظهير الأيمن، ونجح في تسجيل هدفين متتاليين أمام إنتر ميلان وريال مدريد، أما مارتن، فرغم الشكوك التي أُثيرت قبيل لقاء ميلان، فقد رد بثقة وأداء مميز نال استحسان المدرب والجماهير.
ولم يكن هذا التألق حكرًا على جارسيا ومارتن فقط، بل امتد ليشمل أسماء أخرى على غرار فيرمين لوبيز، وجافي، اللذين تقبّلا دوريهما المحدودين دون تذمر، بل ساهما بشكل فعال عند الحاجة، أما فيران توريس بدوره تحوّل إلى ورقة رابحة، وسجل معظم أهدافه كبديل، ما جعله أحد أبرز “المنقذين” في لحظات الحسم.
فليك، الذي أثبت قدرته على إدارة غرفة ملابس تعج بالنجوم، لا يملك فقط أدوات فنية مميزة، بل يتمتع أيضًا بفهم عميق للجوانب النفسية والذهنية للاعبيه، فالبدلاء في برشلونة لم يعودوا مجرد “خيارات طارئة”، بل جزء من منظومة جماعية متكاملة تسعى للبطولات.
تعليقات الزوار ( 0 )