على مر العصور، ازدهرت مدن عظيمة وحضارات تركت بصماتها في التاريخ مثل أثينا وطيبة وروما، فبقيت آثارها شاهدة على مجدها الثقافي والسياسي والعمراني حتى يومنا هذا، لكن في المقابل، هناك حضارات أخرى عاشت ازدهارًا مدهشًا ثم تبخرت فجأة وكأن الأرض ابتلعتها دون أثر، مدن كانت عواصم مزدهرة ومراكز دينية وتجارية كبرى، اختفت تمامًا تاركة خلفها أسئلة غامضة حيرت العلماء والباحثين لقرون طويلة.
مع تطور علم الآثار بدأت أسرار تلك المدن المفقودة تظهر شيئًا فشيئًا من تحت الرمال والطمي، لتخبرنا قصصًا مذهلة عن عوالم كانت تعج بالحياة يوما ما ثم تلاشت فجأة في صمت غامض، لذا يستعرض اليوم السابع ثلاث مدن اختفت من الخريطة دون أن تترك وراءها سوى الأساطير والدهشة، وفقا لما نشره موقع “nationalgeographic”.
المدن الخصبة في وادي السند
حضارة وادي السند واحدة من أقدم وأقوى الحضارات التي عرفها التاريخ القديم، وقد نافست في عظمتها حضارتي مصر وبلاد ما بين النهرين، امتدت هذه الحضارة ما بين عامي 2500 قبل الميلاد و1700 قبل الميلاد في أراضي باكستان الحالية من شبه القارة الهندية، عرفت مدنها الكبرى مثل هارابا وموهينجو دارو تنظيمًا عمرانيًا متطورًا وتخطيطًا هندسيًا دقيقًا يدل على ذكاء هندسي وإداري مذهل، سكن هذه المدن ما بين أربعين إلى خمسين ألف نسمة، انهارت هذه الحضارة العريقة واختفت دون تفسير واضح.
تشير بعض النظريات إلى أن التغيرات المناخية العنيفة وتحول الرياح الموسمية ربما دفعت السكان إلى الهجرة نحو المرتفعات، فيما يرى آخرون أن الغزو أو الكوارث الطبيعية قد يكون السبب وراء سقوطها.

وادي السند
هيليك.. المدينة اليونانية التي ابتلعها البحر
كانت مدينة هيليك القديمة إحدى أعظم مدن اليونان ومركزًا دينيًا وثقافيًا مهمًا في العصور الكلاسيكية، بل وكانت من حلفاء أجاممنون في ملحمة الإلياذة الشهيرة، ازدهرت هيليك حتى القرن الرابع قبل الميلاد وقادت ما يُعرف بالرابطة الآخية، وهو اتحاد قوي ضم عددًا من المدن اليونانية، لكن في عام 373 قبل الميلاد، تعرضت المدينة لكارثة مأساوية غريبة.
تقول الروايات القديمة إن الحيوانات، من ثعابين وفئران ومخلوقات صغيرة، هجرت المدينة قبل الكارثة بخمسة أيام فقط وكأنها شعرت بما سيحدث، ثم وقع زلزال ضخم تلاه تسونامي هائل ابتلع المدينة بالكامل وجرف سكانها إلى البحر.

هيليك.. المدينة اليونانية التي ابتلعها البحر
إلدورادو.. المدينة الذهبية الأسطورية
لم تشعل أي أسطورة في تاريخ الاستكشاف خيال الأوروبيين كما فعلت أسطورة إلدورادو، المدينة الذهبية المفقودة التي ألهبت خيال المغامرين في القرن السابع عشر، تقول الأسطورة إن شعب المويسكا في جبال الأنديز كان يُكلف زعيمًا جديدًا فيُغطى جسده بالكامل بالذهب ثم يُلقي بنفسه في بحيرة مقدسة بعد أن تلقى معه مجوهرات وقطع ذهبية كقرابين للآلهة.
ومن هنا جاء اسم “إلدورادو” أي الرجل الذهبي، قاد هذا الحلم المذهل بعثات لا تحصى من الإسبان والألمان والبرتغاليين والإنجليز إلى الغابات الكثيفة في كولومبيا وغيانا والبرازيل، بحثًا عن المدينة الأسطورية المليئة بالكنوز، ولكن لم يجد أحد شيئًا، بل فقد الكثيرون حياتهم في المستنقعات والأمراض ولدغات الأفاعي.
اثار المدينة الذهبية

تعليقات الزوار ( 0 )