تشهد أوروبا ضغوطًا غير مسبوقة على شبكات الكهرباء هذا الصيف، حيث أدى الاستخدام الكثيف لأجهزة التكييف إلى ارتفاع استهلاك الطاقة بشكل قياسي، ومع تجاوز درجات الحرارة 40 مئوية في دول مثل فرنسا وكرواتيا والمجر، وجدت البنية التحتية للطاقة نفسها أمام تحدٍ كبير: تزايد الطلب على التبريد يقابله تراجع في إنتاج بعض المحطات النووية والحرارية بسبب سخونة الأنهار التي تُستخدم في عمليات التبريد.
وفى فرنسا، خفضت 17 محطة نووية إنتاجها، بينما سجلت إيطاليا انقطاعات متكررة مع وصول شبكاتها القديمة إلى حدودها القصوى. ورغم أن الطاقة الشمسية ساعدت في تغطية جزء من العجز وقت الذروة، إلا أن موجات الحر أبرزت أيضًا هشاشة أنظمة الطاقة الأخرى مثل الرياح، ما أعاد الاعتماد على الغاز لسد الفجوة، حسبما قالت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.
وسجلت إيطاليا انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي مع وصول بنيتها التحتية القديمة إلى أقصى طاقتها. وفي المقابل، ساهمت الطاقة الشمسية – التي سجلت مستويات قياسية في يونيو – في سد الفجوة، خصوصًا وقت الذروة النهارية عندما يرتفع الطلب على التكييف.
ويرى الخبراء أن استمرار الاعتماد المتزايد على التكييف لمواجهة الحرارة قد يحوّل هذه الأجهزة إلى “عبء دائم” على استقرار الكهرباء، ما يستدعي تسريع الاستثمار في الطاقات المتجددة وتطوير شبكات أكثر مرونة وأنظمة تخزين ذكية قادرة على امتصاص الصدمات.
لكن موجات الحر لم تُظهر قوة الطاقة الشمسية فحسب، بل كشفت أيضًا ضعف مصادر أخرى. ففي فنلندا وبريطانيا، تراجع إنتاج طاقة الرياح بشكل كبير، ما أعاد الغاز إلى الواجهة لتغطية العجز.
تعليقات الزوار ( 0 )