حذرت الوكالة الأوروبية للبيئة في تقريرها الخامس لعام 2025 من أن القارة الأوروبية تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة بمعدل يعادل ضعف المتوسط العالمي، ما يجعلها من أكثر مناطق العالم عرضة لتداعيات التغير المناخى.
ورغم إشادة التقرير بالتقدم المحرز في تقليل تلوث الهواء وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إلا أن التحذيرات الأشد جاءت في مجال التنوع البيولوجي، وأكدت الوكالة أن الطبيعة الأوروبية تتدهور بشكل متسارع في البر والبحر والأنهار، مشيرة إلى أن الزراعة والصناعة والتلوث الناتج عنهما هي أبرز الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور.
وكشف التقرير، عن أن موارد المياه في أوروبا مهددة بشدة، إذ يعاني نحو ثلث سكان القارة من نقص متزايد في المياه العذبة، وهو ما يعكس أزمة بيئية متشابكة تهدد الأمن الغذائي والاقتصادي.
ودعت الوكالة إلى تسريع الاستثمار في الطاقات المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، محذرة في الوقت نفسه من مخاطر الاعتماد المتزايد على الطاقة النووية بسبب تأثيرها السلبي على ارتفاع حرارة المجاري المائية.
وأكدت الوكالة أن تدهور الأنظمة البيئية وتسارع وتيرة التغير المناخي لا يمثلان فقط خطرًا على البيئة، بل يشكلان تهديدًا مباشرًا للتنافسية الاقتصادية الأوروبية وأمن المجتمعات وجودة حياة المواطنين.
وفي ختام تقريرها، طالبت الوكالة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتنفيذ التزامات الصفقة الخضراء الأوروبية بشكل عاجل، باعتبارها السبيل لبناء اقتصاد أكثر مرونة واستدامة قادر على مواجهة التحديات المناخية المقبلة.
تعليقات الزوار ( 0 )