نيوز برو : إزاى تحافظ على الشعرة بين المجاملة الذوقية والنفاق؟ اعرف الفرق بين الاثنين

في حياتنا اليومية، تعد المجاملة واحدة من أكثر أدوات التواصل الاجتماعي شيوعًا، وقد تبدو للوهلة الأولى تصرفًا لطيفًا يهدف إلى تليين العلاقات وكسر الحواجز، لكن الحقيقة أن الخط الفاصل بين الذوق والنفاق رفيع للغاية، فبينما تمنح المجاملة شعورًا بالتقدير والود، قد تنزلق بسهولة لتتحول إلى أداة للتزييف أو التملق.

 

وتقول ريهام عبد الرحمن الاستشاري الأسري والباحثة في الصحة النفسية لـ”اليوم السابع” إن الإطراء الصادق والمحدود يضفي على العلاقات لمسة من الدفء والاحترام، ويعزز الألفة بين الأشخاص، لكن حين يستخدم لتحقيق مصلحة شخصية، أو للهروب من المواجهة، أو للتلاعب بمشاعر الآخرين، يفقد قيمته ويتحول إلى صورة من صور النفاق الاجتماعي”.

الفرق بين المجاملة والنفاق 

وتضيف: هناك علامات تكشف التحول من المجاملة إلى النفاق، مثل: تكرار الإطراء بلا سبب واضح، أو تناقض الكلمات مع الموقف الحقيقي، أو استخدام المدح كوسيلة للتقرب من شخص نافذ. بل إن محاولة تجميل العيوب أو إنكارها بدل مواجهتها بصدق مهذب، قد تكون إشارة إلى أن المجاملة خرجت عن مسارها الطبيعي.

الموازنة بين الصراحة الجافة والمجاملة المضللة

وتحذر الاستشاري الأسري من أن المطلوب ليس أن نصبح قساة في آرائنا أو أن نغدق على الآخرين بالمديح المجاني، بل أن نوازن بين الصراحة واللطف. فالصدق المهذب يجعل كلماتنا أكثر قيمة، خاصة حين تكون نيتنا صافية وهدفنا أن يشعر الآخر بقدره الحقيقي، لا أن نكسب مصلحة عابرة.

المجاملات في بيئات العمل والعلاقات الشخصية

أما في محيط العمل فتقول الاستشاري الأسري إن المجاملات قد تستخدم كوسيلة دبلوماسية لتجنب الخلافات، لكنها قد تنتج بيئة سطحية يغيب عنها الوضوح والثقة، وعلى المستوى الشخصي، فإن الإفراط في المديح يجعل المشاعر موضع شك، ويفقد العلاقات عمقها الحقيقي.