نشرت صحيفة الجارديان، نتائج استطلاع الذى أجراه موقع Gransnet، المخصص لكبار السن، حول أسماء الأحفاد الحديثة من وجهة نظر أجدادهم، حيث كشف الاستطلاع أن واحد من كل خمسة أجداد لا يحب أسماء أحفاده ويجد صعوبة في استيعابها.
ووفقا للاستطلاع، فإن 4% فقط من الأجداد يقولون إنهم ما زالوا يكرهون اسماء أحفادهم، بينما اكد 15% أنهم اعتادوا عليها مع مرور الوقت، بينما يرى 28% أن الأسماء قبيحة، و11% يعتبرونها قديمة الطراز، و17% يرونها غريبة ، بينما يوافق 6% فقط على الاسم، رغم أنهم لم يعجبهم تهجئته.
ويرى 31% من الأجداد أنه ليس من شأنهم التدخل فى اختيار اسماء الأحفاد، فيما يرى 69٪ منهم أنه من المقبول إبداء الرأي عند الطلب.
ووفقا لموقع “Telegraph” فإن الابتعاد عن الأسماء التقليدية يُثير حيرة بعض الآباء، ويدفع الأجداد المرتبكين إلى التعجب، كما ان انتشار أسماء مرحة وغير رسمية مثل كوف، ورين، وبودي، وهاربر، قد يُحدث انقسامًا بين الأجيال، حيث يرى بعض الأجداد أن هذه الأسماء أنسب للقطط والكلاب، ويرفضون استخدامها في بعض الحالات.
تشير وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الآباء يتبنون الأسماء النادرة بشكل غير مسبوق، حيث كشفت دراسة أجرتها جامعة إدنبرة ، والتي شملت 22 مليون سجل ولادة في المملكة المتحدة على مدى 177 عامًا،إلى انه أصبح هناك سعيًا مستمرًا نحو التفرد، عند اختيار أسماء المواليد، وبفضل تزايد التغطية الإعلامية والتواصل العالمي، أصبحت دورات الأسماء أقصر فأقصر، حيث أشار مؤلف الدراسة إلى أنه يمكننا التنبؤ بفترات زمنية أقصر بشكل متزايد، قبل أن يُعتبر اسم معاصر مفرط الاستخدام، وبالتالي يبدأ في التراجع عن رواج الاسم.
وتعتقد لوريل ماكنزي، أستاذة اللغويات في جامعة نيويورك، أن هذا يمثل تحولاً ثقافياً في طريقة استخدامنا للأسماء، لأنه تاريخياً كانت الأسماء تعبر عن النسب، و تاريخ العائلة والتقاليد الدينية، وبينما لا يزال الكثيرون يفعلون ذلك، أصبحت الأسماء بالنسبة لآخرين مرجعاً للفردية والإبداع والموضة.
في حين أن بعض الأسماء التقليدية لا تزول أبدًا، إلا أن هناك الآن تنوعًا أكبر بكثير في الأسماء المستعارة، حيث أن أربعة أسماء في مواليد القرن الثامن عشر كانت تُستخدم لـ 52% من الأولاد فى بريطانيا، وهى “جون، ويليام، توماس، وجيمس”، على النقيض من ذلك، في أحدث بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية (2023) ، تعتبر أسماء الأولاد الأربعة الأكثر شيوعًا “محمد، نوح، أوليفر، جورج”، لأقل من 6% من جميع المواليد الذكور.
وكان أحد العوامل التي أبقت اختيارات الأسماء محدودة قبل عام 1800 هو أن الأطفال كانوا يُسمون على اسم أقاربهم، وتظهر دراسة جامعة إدنبرة كيف تغيرت التأثيرات على مر السنين. في القرن التاسع عشر، كان هناك تأثير مسيحي قوي، حيث كانت أسماء كريسماس وعيد الفصح والرحمة والإحسان شائعة بين الإناث، في الستينيات، ازداد استخدام الأسماء الإيطالية، مع موجة هجرة من إيطاليا إلى المملكة المتحدة.
ولعلّ أفضل مثال على تأثير العولمة على الأسماء، هو الصعود الصاروخي لاسم كيفن في أوروبا الغربية في أوائل التسعينيات، ففي عام ١٩٩٠، صدر فيلم ” وحيد في المنزل” ، وشخصيته الرئيسية كيفن مكاليستر، وقد ساهم في ازدهار اسم كيفن شعبية الممثل كيفن كوستنر، وبحلول نهاية عام ١٩٩١، أصبح الاسم الأكثر شيوعًا في فرنسا وألمانيا وهولندا، ففي فرنسا ، وُلد ١٤٠٨٧ طفلًا يحمل اسم كيفن في عام واحد، والآن، أصبح هؤلاء الأطفال موضع سخريةٍ كبيرة.
وذكرت أحدث بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية حول الأسماء في إنجلترا وويلز ، أنه بعد فيلم باربي ، بطولة مارجو روبي، عام 2023، زاد عدد المواليد الإناث اللواتي يحملن اسم مارجو بمقدار 215 مولودة مقارنة بالعام الذي سبقه، وهو ما يعنى أن الأفلام والبرامج التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، تُشكل الأسماء التي نُطلقها على الجيل القادم.
تعليقات الزوار ( 0 )