“هو ممكن الطفل يتعرض لضغوط نفسيه زيه زي الكبار؟، واللي يشعر به يكون حقيقي مش دلع؟”، تلك الأسئلة التى تردد دائماً على لسان بعض الأمهات، لكن الحقيقة هى أن الطفل يشعر بالضغط النفسى ويحتاج لمن يفهمه ويتعامله معه، ولذلك تواصلنا مع مصطفى الزريقي استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، لإطلاع الوالدين على التعامل الصحيح مع الضغوط النفسية لللطفل، وهى :
المواقف التي تسبب شعور الطفل بالضغط النفسي
قال استشاري الصحة النفسية أن الضغوط هي إحدى المشاعر الصعبة التي يشعر بها الطفل عندما يكون خائف، أو قلق، أو حزين، أو عندما يواجه مواقف جديدة ويصعب عليه التعامل معها، وهذه المشاعر تكون بسبب، وفاة شخص قريب أو حيوان أليف، وصعوبة في فهم الدروس أو الرسوب الدراسي، أو التعرض للتنمر من الأقارب والأصدقاء، ولادة أخ أو أخت جديدة، المرض أو دخول المستشفى، أو الإنتقال إلى منزل جديد أو بيئة غير مألوفة، التعرض للعنف اللفظي أو الجسدي.
7 تغييرات توضح مرور الطفل بضغط نفسي
وأشار إلى أن التغييرات المفاجئة في سلوك الطفل أو العادات اليومية وتعاملاته تدل على مروره بضغط نفسي، مثل :
تغير في الحالة المزاجية
يبكي الطفل بكاءً متكررا بدون سبب واضح، أو يصبح أكثر عصبية وغير قابل للحديث ويدخل في نوبات غضب متكررة، يظهر الحزن عليه أو ينسحب من الأنشطة الاجتماعية.
تغيرات في النوم
صعوبة في النوم أو النوم المتقطع، يحكي عن أحلام مزعجة تراوده، أو التبول الليلي المفاجئ.
تغيرات في الأكل
فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل، شكاوى متكررة من آلام المعدة أو الغثيان بدون سبب عضوي واضح.
تغيرات في الأداء الدراسي
انخفاض مفاجئ في المستوى الدراسي، وصعوبة في التركيز أو فقدان الحماس للتعلم.
تغيرات سلوكيات انتكاسية (العودة لسلوكيات أصغر سنًا)
كمص الإصبع، والتعلق الزائد بالأهل، أو الخوف من الإنفصال.
سلوكيات عدوانية أو انسحابية
ضرب الآخرين أو كسر الأشياء أو العزلة وعدم الرغبة في التفاعل مع الآخرين.
شكوى بتعب جسدي
كصداع آلام في المعدة أو العضلات مع الشعور بالتعب الدائم.
تأثير الطفل بالضغط النفسي
وتابع أن ردود فعل الأطفال بعد المرور بالصدمات تنقسم إلى ردود فعل طبيعية (مؤقتة ومتوقعة)، وردود فعل مرضية (طويلة المدى وتؤثر سلبًا على الحياة اليومية). إليك الفرق بينهما:
أولًا: ردود الفعل الطبيعية (المؤقتة)
هذه ردود شائعة بعد التعرض لصدمة، وتخف تدريجيًا خلال أيام أو أسابيع:
القلق أو الخوف (خصوصًا من المواقف المشابهة للصدمة).
التمسك بالوالدين أو البكاء الزائد.
كوابيس أو صعوبة في النوم.
قلة التركيز أو الإنشغال الذهني.
سلوكيات انتكاسية (مثل مص الإصبع أو التبول الليلي).
الحزن أو الصمت المؤقت.
اللعب المتكرر بمحتوى يعكس الصدمة (اللعب الرمزي).
مؤكداً إن هذه الردود تُعد طبيعية ما دامت تخف تدريجيًا خلال أسابيع ولا تؤثر بشكل كبير على الوظائف اليومية.
ثانيًا: ردود الفعل المرضية (غير الطبيعية)
تظهر إذا استمرت الأعراض أكثر من شهر، أو ساءت بمرور الوقت، وتشمل:
إنعزال شديد أو رفض التواصل.
نوبات غضب عنيفة ومتكررة.
فقدان الاهتمام بالألعاب أو الأنشطة المفضلة.
شعور دائم بالخوف أو التهديد دون سبب واضح.
اضطرابات نوم شديدة (مثل أرق مزمن أو فزع ليلي متكرر).
تعبير عن مشاعر انعدام القيمة أو الذنب.
رفض الذهاب إلى المدرسة أو الانخراط مع الأقران.
سلوكيات إيذاء للنفس أو الآخرين.
أعراض جسدية متكررة دون سبب عضوي (صداع، مغص، غثيان).
4 خطوات فعالة للحد من تأثير الأطفال بالضغط النفسي
أحد أبرز خطوات الحد من إصابة الأطفال بتأثرات الضغوطات والصدمات، هو مشاركتهم اللعب، حيث يقوم بالتخفيف من الصدمات النفسية، ففي وقت اللعب يعبر الأطفال عن مشاعرهم، خاصة عندما يعجزون عن وصفها بالتحدث. إليك أهم تأثيرات مشاركة اللعب مع الطفل المعرض لضغط نفسي:
1. التعبير غير لفظي عن مشاعره
يساعد الطفل على تفريغ القلق والخوف والغضب دون الحاجة للكلمات.
يمكن أن يُظهر من خلال اللعب ما لا يستطيع قوله (مثل استخدام الدمى لتمثيل موقف صادم).
2. إعادة بناء الشعور بالسيطرة والأمان
في اللعب، يكون الطفل هو المتحكم، وهذا يعطيه إحساسًا بالسيطرة بعد أن فقدها أثناء الصدمة، بإتجاهه إلى اختيار الشخصيات، السيناريو، وطريقة المواجهة، مما يعيد إليه الشعور بالقوة.
3. تنظيم المشاعر وتفريغ التوتر
اللعب الجسدي (مثل الجري، القفز، اللعب بالرمل أو العجين) يساعد في تفريغ الطاقة والإنفعالات المكبوتة، أو الألعاب الهادئة كالرسم أو التلوين تساعد على التهدئة وتنظيم الحالة العاطفية.
4. المعالجة الرمزية للصدمة
يكرر الطفل في لعبه مواقف مشابهة للحدث الصادم، وهو ما يسمى بـ”اللعب العلاجي الذاتي”، كمحاولة لفهم ما حدث والتصالح معه. وهذا التكرار لا يعني تعلقه بالحدث، بل هو جزء من المعالجة النفسية الذاتية.
دعم الأم لطفلتها
تعليقات الزوار ( 0 )