أظهر استطلاع أجراه اتحاد الطيارين الألمان، أن القيلولة أثناء العمل فى قمرة القيادة شائعة أكثر مما يتوقعه المسافرون، حيث أقر 93% من الطيارين بأخذ قيلولة أثناء الرحلة بدرجات متفاوتة، وتنظم القوانين الأوروبية هذه القيلولة بشروط محددة، إذ يجب أن تكون مخططة مسبقا ومتفقا عليها بين الطيارين، ولا تتم إلا فى ظروف مستقرة مع تشغيل الطيار الآلى وإشراف الطيار الآخر بشكل كامل، كما يتم فى أحيان كثيرة إبلاغ طاقم الطائرة عند اتخاذ هذا الإجراء.
دور القيلولة فى تقليل الإرهاق ومعضلة التطبيق العملي
القيلولة فى قمرة القيادة مصممة لتخفيف التعب بطريقة منظمة وليست ممارسة روتينية، لكن نتائج الاستطلاع أظهرت أنها باتت أكثر شيوعا مما كان متوقعا، مما دفع النقابات لمطالبة شركات الطيران ببذل جهود أكبر لمعالجة إرهاق الطيارين، وتؤكد هذه المخاوف أن قضية التعب ما زالت من أبرز القضايا الحساسة فى صناعة الطيران منذ نشأتها، بحسب fodors.
قمرة قيادة طائرة
المقارنة بين أوروبا والولايات المتحدة فى لوائح النوم
إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية تحظر النوم أثناء الخدمة فى قمرة قيادة شركات الطيران الأمريكية، ورغم طرح مقترحات منذ التسعينيات لتقنين القيلولة مثلما هو الحال فى أوروبا، إلا أن القوانين الأمريكية لم تتغير، ومع ذلك، أقر بعض الطيارين الأمريكيين خلال الفترة نفسها بأنهم أخذوا قيلولة أثناء الطيران، وعلى متن طائرات المسافات الطويلة، تسمح بعض اللوائح بتخصيص فترات راحة للطيارين فى أماكن مخصصة، مثل مقاعد درجة الأعمال أو أسرّة الطاقم، بينما يتولى طاقم الدعم مهمة قيادة الطائرة مؤقتا، كما تنطبق قيود مماثلة على المضيفات الجويات حيث يُمنعن من القيلولة أثناء الخدمة، مع توفير أماكن خاصة لراحتهم.
حوادث الطيران وإرهاق الطيارين كعامل خطر
حادث تحطم طائرة كونتيننتال كونيكشن/كولجان إير عام 2009 فى نيويورك كشف بوضوح خطورة الإرهاق، فقد تبين أن الطيارين كانا مرهقين بعد رحلات طويلة ودون راحة كافية، وأسفر الحادث عن مقتل 49 شخصا على متن الطائرة إضافة إلى وفاة شخص على الأرض، واعتُبرت الشركة مسؤولة جزئيا لعدم اتخاذها إجراءات استباقية للحد من المخاطر، بعد الحادث شددت إدارة الطيران الفيدرالية فترات الراحة والإجازات بين الرحلات، لكن مع ذلك وقعت حوادث أخرى لاحقة، وفى يناير 2025 شهدت الولايات المتحدة حادثة جديدة قرب مطار ريغان الوطنى ما زالت قيد التحقيق.
تعليقات الزوار ( 0 )