نيوز برو : اعرف أفضل وضعية للنوم للحماية من تراجع الذاكرة

منذ القدم، ارتبط النوم بالراحة والتجدد الجسدى، لكن الاكتشافات الحديثة أظهرت أن طريقة نومنا قد تكون بنفس أهمية مدته، هل يكفى أن ننام ثمانى ساعات؟ ربما لا، لأن الوضعية التي نختارها تُحدث فرقًا هائلًا في مستقبلنا العقلي.

دراسة تكشف التفاصيل

بحسب تقرير نشرته ديلي ميل البريطانية، فإن النوم على الجانب (سواء الأيسر أو الأيمن) يساعد الدماغ على التخلص من السموم المتراكمة بشكل أكثر فاعلية، الأمر الذي يُسهم في تقليل فرص فقدان الذاكرة، أما النوم على الظهر، وهو المفضل لدى كثيرين، فقد تبين أنه يضعف قدرة الدماغ على تنظيف نفسه، ويزيد من احتمالية تراكم بروتينات مرتبطة بألزهايمر.

النظام الجليمفاوى.. حارس الذاكرة

خلال ساعات النوم، ينشط النظام الجليمفاوي داخل الدماغ، هذا النظام يعمل كشبكة تصريف دقيقة، مستعينا بالسائل النخاعي لإزالة فضلات الخلايا، المثير أن كفاءة هذا النظام تزيد بنسبة كبيرة عند النوم على الجانب مقارنة ببقية الأوضاع، مما يسمح بتدفق أفضل للسوائل وإزالة أسرع للبروتينات الضارة.

خطورة البروتينات المتراكمة

من أبرز ما يعيق صحة الدماغ بروتين “بيتا أميلويد” الذي يتجمع حول الخلايا العصبية، وبروتين “تاو” الذي يشكّل عقدًا داخلها. استمرار تراكمهما عبر السنوات يؤدي إلى تلف تدريجي في وظائف الدماغ، وقد يفتح الباب أمام الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر.

مقارنة بين أوضاع النوم

الوضع الجانبي.. يحسّن التخلص من السموم، ويعزز النوم الصحي، ويحمي الذاكرة.

الاستلقاء على الظهر.. قد يفاقم مشاكل التنفس أثناء النوم، ويحد من عمل نظام التنظيف.

الانبطاح على البطن.. يضر بالعمود الفقري ويقيّد عملية التنفس، مما يجعله الأسوأ على الإطلاق.

خطوات عملية لتغيير العادة

1. تدريب الجسم تدريجيًا على النوم الجانبي باستخدام وسادة خلف الظهر.

2. وضع وسادة بين الركبتين لتوزيع الوزن ومنع آلام أسفل الظهر.

3. ضبط وسادة الرأس لتكون بارتفاع مناسب يوازي الكتف.

4. اختيار مرتبة داعمة للجسم تحافظ على استقامة العمود الفقري

أبعاد اجتماعية وصحية

في بريطانيا وحدها، يتوقع أن يتجاوز عدد المصابين بالخرف 1.4 مليون بحلول عام 2040. إذا كان تغيير بسيط في وضعية النوم قادرًا على تقليل المخاطر، فإن هذا يفتح بابًا جديدًا للوقاية المجتمعية، ويمنح الأمل لملايين الأسر التي تعاني مع هذا المرض.

النوم على الجانب ليس مجرد تفضيل شخصي، بل عادة صحية لها أثر طويل الأمد على الدماغ. إنها وسيلة بسيطة ورخيصة لتحصين الذاكرة، والحد من احتمالية الأمراض العصبية التنكسية. لذلك، اختيار وضعية النوم قد يكون قرارًا صغيرًا اليوم، لكنه استثمار ضخم في المستقبل.