نيوز برو : الأمم المتحدة والجامعة العربية يدعوان إلى الاستثمار العاجل في القابلات

سلّط صندوق الأمم المتحدة للسكان والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الضوء على الدور الحيوي للقابلات في إنقاذ الأرواح خلال النزاعات والأزمات الإنسانية في المنطقة العربية، وذلك بمناسبة في اليوم العالمي للقابلات.

وأشار الجانبان – في بيان مشترك اليوم /الأحد/ – إلى انه غالبًا ما تكون القابلات أول المستجيبين – وأحيانًا الوحيدات – لاحتياجات النساء والمواليد الجدد في حالات الطوارئ، بدءًا من الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة والسودان، وصولًا إلى المناطق النائية التي تعزل فيها الكوارث الطبيعية.

يُخاطرن بحياتهن لإنقاذ آلاف الأمهات وحديثي الولادة، عبر تقديم خدمات الأمومة فيالمجتمعات المحلية والمرافق الصحية.
ورغم ذلك، تواجه القابلات نقصًا حادًا في التمويل والدعم. وتشير الإحصائيات إلى أنه في المتوسط، توجد قابلتان فقط لكل 10,000 امرأة في المنطقة العربية، فضلا عن ضعف التمويل الذي يفاقم هذه الأزمة. فعلى سبيل المثال: في اليمن، حيث تموت امرأة كل ساعتين أثناء الحمل أو الولادة لأسباب يمكن الوقاية منها، لاسيما وان خفض التمويل قد ادى إلى تقليص دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان من 1500 قابلة إلى النصف فقط.

وفي السودان، الذي يشهد إحدى أسوأ أزمة إنسانية عالميًا، تم تعليق خطط تدريب 1300 قابلة جديدة.
وذكر البيان أن هذا الوضع يُهدد حياة 2.2 مليون امرأة حامل عالقة في مناطق الأزمات بالمنطقة، واللواتي يحتجن إلى دعم إنساني عاجل في 2025.

وفي هذا الإطار، صرحت السيدة ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية بأن “القابلات هن ركيزة أساسية لصحة الأمهات، خاصة أثناء الازمات، ومع ذلك، يعملن في ظروف خطرة وغير ملائمة وأجور متدنية، فضلا عن عدم توفر وسائل الأمان والحماية، ونقص في الأجهزة، مضيفة أن الاستثمار فيهن ليس أولوية صحية فحسب، بل ضرورة أخلاقية واقتصادية”.

وخلال عام 2022، أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان وجامعة الدول العربية الإطارالاستراتيجي الإقليمي للتمريض والقبالة (2022-2030) بالشراكة مع منظمة الصحةالعالمية، لتعزيز الالتزامات الوطنية اتجاه القبالة في المنطقة العربية. وقد تضمن الإطارالاستراتيجي: تحسين تعليم وسياسات القبالة، وسد الفجوات في الرعاية الماهرة أثناء الولادة، والحد من وفيات الأمهات والمواليد الجدد التي يمكن تفاديها.

وأكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشئون الاجتماعية في جامعة الدول العربية: “أن الاطار الاستراتيجي يعد خطوة حاسمة، لكننا بحاجة إلى تسريع التنفيذ. وقد أشارت إلى أهمية حماية القابلات وتمكينهن – لأن ازدهارهن يعني ازدهار المجتمعات”.

ويُطالب صندوق الأمم المتحدة للسكان والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الحكومات والمانحين أهمية زيادة تمويل تعليم القابلات وزيادة أجرهن وتوفير الأجهزة والمعدات لتسهيل عملهن للمساهمة والوفاء بالالتزامات لخفض وفيات الأمهات والأطفال ودعم الأنظمة الصحية لحماية النساء الحوامل وحديثي الولادة؛ القابلات لا ينقذن الحياة فحسب، بل يبنين مستقبلًا صحيًا؛ “حان الوقت لرد الجميل”.