التوعية المبكرة بالسلامة الجنسية وحماية الأبناء من التحرش ضرورة لحمايتهم من أى شكل من أشكال الاعتداء أو الاستغلال، حيث أدت التوعية إلى إنقاذ فتاة بالصف الأول الثانوى تعرضت لاستدراج ومضايقات من مدير مدرستها بتقديمه هاتف وخاتم ذهب لها فى مصلية المدرسة، لكنها أبلغت شقيقها، وتقدمت الأسرة ببلاغ بمركز شرطة شبين القناطر بالقليوبية، وكانت لها النجاة ووقف استغلال المدير ومحاولة اعتدائه عليها.
وتتطلب حماية الأبناء من أي استدراج أو اعتداء أو تحرش توعيتهم بأسلوب يناسب مراحلهم العمرية المختلفة، ولذلك تواصلنا مع مصطفى الزريقي استشاري الصحة النفسية والذى قال لنا إن توعية الأبناءعن التحرش تبني شخصيات واثقة وقادرة على قول “لا” والإفصاح عن أى موقف خطأ بسرعة دون أن تتضاعف عواقبه”.
وشدد استشارى الصحة النفسية على الآباء التواصل الصحيح مع أبنائهم وبما يلائم مراحلهم العمرية لأنه ضرورة واقعية وليس الهدف منها إثارة فضول مبكر كما تعتقد بعض الأمهات، وإنما هو حماية للأبناء.
وأوضح أسلوب التوعية من الروضة للثانوي وفقاً لعمر الأبناء وهو..
مرحلة الروضة من 3 – 6 سنوات
يبدأ الأبوين بالحديث عن وجود مناطق خاصة، لا يراها أو يلمسها أحد إلا في حالات محدودة (الأهل أثناء النظافة، والطبيب بحضور ولى الأمر)، ثم غرس قاعدة “أى شخص يحاول لمس مكان خاص لازم تقول لا، وتقول لبابا وماما”.
المرحلة الابتدائية من عمر 7 – 9 سنوات
أكد الزريقي أن الأبوين يبدأن في هذه المرحلة بتعليم الأبناء الفرق بين اللمسات، وهي اللمسة الجيدة (احتضان من الأم، مساعدة في اللعب)، واللمسة السيئة (تجعلك غير مرتاح، تشعرك بالخوف)، وتدريب الطفل على قول “لا” عند تعرضه للاستدراج أو الاعتداء بصوت قوي والتحرك بعيدًا، مع أهمية الاتفاق على كلمة سر عائلية لا يعرفها إلا الأهل، لحماية الطفل من أي شخص يدّعي أنه مرسل من الأسرة، مثلما يستغل الكثير من المتحرشين.
المرحلة العمرية من 10 سنوات فأكثر
تابع الزريقي اهتمام الأبوين باستعمالهم أسلوب بسيط وهادئ لتوضيحهما أكبر عن التغيرات الجسدية والبلوغ، والحديث عن الحدود الشخصية والخصوصية، وتحذير الطفل من أي محاولات للإغراء (كالهدايا – أو التهديد – أو استغلال الإنترنت)، وأشار إلى أن هناك استراتيجيات عملية للتوعية مثل القصص والكتب الموجهة واستخدام قصص مبسطة تشرح فكرة الخصوصية والحدود، أو تمثيل المواقف (مثال: لو حد حاول يلمسك، هتعمل إيه؟)، كما تلعب القدوة الأسرية دور في إحترام خصوصية الطفل (الاستئذان قبل دخول غرفته، عدم إجباره على حضن أو تقبيل أحد).
وشدد استشاري الصحة النفسية على تربية الطفل على الصراحة، بحيث لا يخاف من الإخبار بأي موقف، والتوعية ليست مقتصرة على الأسرة بل للمدرسة والمعلمين دور لا يقل عن دور الأسرة، من خلال تدريب المعلمات والمعلمين على استقبال أي شكوى بجدية، ومنع أي سلوكيات غير صحية بين الطلاب (تنمر – لمس جسدي – أسرار بينهم).
وأوضح إلى العلامات التي قد تشير لتعرض الطفل للتحرش
الخوف المفاجئ من أشخاص معينين، أو اضطرابات النوم أو الكوابيس، ورفض الذهاب للمدرسة أو مكان محدد، وسلوكيات غير معتادة (عدوانية – انطواء – ملامسة غير طبيعية لنفسه أو الآخرين).
تعليقات الزوار ( 0 )