يحتفل العالم في 20 أغسطس من كل عام باليوم العالمي للبعوضة “الناموسة”، قد تبدو لدغة البعوض للكثيرين مجرد إزعاج بسيط – مجرد نتوء أحمر صغير يسبب الحكة لبضعة أيام قبل أن يتلاشى لكن الواقع أكثر تعقيدًا بكثير، وقد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة، البعوض من أخطر ناقلات الأمراض في العالم، وفقاً لموقع Hindustan times .
لماذا يلدغ البعوض؟
من المهم أن نفهم سبب لدغات البعوض لنا في المقام الأول، عندما تلدغ أنثى البعوض، تخترق الجلد لجمع الدم، وهو ضروري لإنتاج البيض.
وأثناء تغذيتها، يدخل لعابها إلى مجرى الدم، يحتوي هذا اللعاب على بروتينات تمنع تخثر الدم، مما يُحفز استجابة مناعية في أجسامنا، كما ورد في مجلة Biomolecules والنتيجة تلك العلامات المألوفة احمرار، وتورم، وحكة شديدة.
بالنسبة للبعض، يكون هذا التهيج مجرد إزعاج خفيف. ولكن بالنسبة للآخرين، يمكن أن تكون الاستجابة المناعية شديدة، مما يؤدي إلى ظهور بثور أكبر أو حتى ردود فعل تحسسية.
من المثير للاهتمام – والمقلق بعض الشيء – التفكير في كيف يمكن لشيء صغير جدًا أن يُثير مثل هذه الاستجابات المتنوعة لدى أفراد مختلفين.
ما هي مخاطر لدغات البعوض؟
في حين أن الانزعاج الفوري الناتج عن لدغة البعوض قد يكون مزعجًا، إلا أن المخاطر الخفية التي يُشكلها البعوض أكثر إثارة للقلق.
تحمل أنواع مختلفة من البعوض مسببات أمراض وطفيليات خطيرة تُسهم في الإصابة بأمراض متعددة، وفقًا لبحث نشرته كلية بايلور للطب.
أهم الأمراض المرتبطة بلدغات البعوض
حمى الضنك: تنتقل حمى الضنك عن طريق بعوضة الزاعجة المصرية، وتنتشر بسرعة، لا سيما في المناطق الاستوائية مثل الهند. تشمل أعراضها ارتفاعًا في درجة الحرارة وآلامًا شديدة في الجسم وطفحًا جلديًا. ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل النزيف والصدمة.
الملاريا: لا يزال هذا المرض، الذي يسببه طفيلي ينتقل عبر بعوضة الأنوفيلة، يُشكل مشكلة صحية خطيرة، إذ يُصيب الآلاف سنويًا تتراوح أعراضه بين الحمى والقشعريرة المتكررة وتلف الأعضاء في الحالات الشديدة.
شيكونجونيا: مرض آخر يُسببه بعوض الزاعجة، ويُعرف بتسببه في آلام مُنهكة في المفاصل قد تستمر لأسابيع أو حتى أشهر.
التهاب الدماغ الياباني: على الرغم من قلة انتشاره، يُصيب هذا الفيروس الدماغ، مُسببًا أعراضًا حادة مثل النوبات والتورم، والتي قد تكون قاتلة، وفقًا للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية.
فيروس زيكا: اكتسب زيكا اهتمامًا عالميًا في عام 2015 لتأثيراته على الحمل، حيث يُمكن أن تُؤدي العدوى خلال هذه الفترة إلى إعاقات خلقية شديدة لدى المواليد الجدد.
غالبًا ما تُظهر هذه الأمراض أعراضًا تُحاكي أعراض العدوى الفيروسية الخفيفة، مما يُسهّل على الأفراد تجاهل خطورتها في مراحلها الأولى.
وقد يُؤدي احتمال التشخيص الخاطئ إلى مخاطر صحية جسيمة إذا لم يُعالج على الفور.
من هم الأكثر عُرضة لعواقب وخيمة من الأمراض المنقولة بالبعوض؟
في حين أن أي شخص يُمكن أن يُصاب بالأمراض المنقولة بالبعوض، إلا أن بعض الفئات مُعرّضة لخطر أكبر ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يشمل هذا:
الأطفال: يُمكن أن تتفاعل أجهزتهم المناعية النامية بشكل أكثر عدوانية، مما يجعل أمراضًا مثل حمى الضنك مُهددة للحياة بشكل خاص.
كبار السن: مع التقدم في السن، يُصاحب ذلك انخفاض طبيعي في وظائف المناعة، مما يزيد من قابلية الإصابة.
النساء الحوامل: يُواجهن مخاطر فريدة، لا سيما مع أمراض مثل زيكا، والتي يُمكن أن تُؤثر بشدة على نمو الجنين.
الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في أجهزتهم المناعية أكثر عُرضة للأشكال الحادة من هذه العدوى.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من ردود فعل تحسسية متزايدة تجاه لدغات البعوض، مثل “متلازمة سكيتر”، التي تتميز بتورم وألم شديدين، وحتى حمى، وفقًا للمجلة الدولية للعلوم الصحية والبحوث. “على الرغم من ندرتها، يمكن لهذه الاستجابات التحسسية أن تُحوّل لدغة بسيطة إلى حكة.
ما هي التدابير الوقائية ضد الأمراض التي ينقلها البعوض؟
يُمكن الوقاية من العديد من الأمراض التي ينقلها البعوض باتخاذ تدابير وقائية مُستمرة، وفقًا لتوصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
إليك بعض الطرق الفعالة لتقليل المخاطر:
-التخلص من بؤر تكاثر البعوض: يزدهر البعوض في المياه الراكدة حتى شيء صغير كغطاء زجاجة مملوءة بالماء يُمكن أن يُشكّل بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا.
-استخدم حواجز مادية: ثبّت ستائر على النوافذ، واستخدم الناموسيات، وارتدِ ملابس واقية من البعوض، خاصةً أثناء الغسق والفجر عندما يكون البعوض في أوج نشاطه.
-مُبيدات الحشرات مهمة: يُمكن أن تُساعد كلٌّ من المُبيدات الكيميائية والطبيعية في ردع البعوض. ضعها على الجلد المُكشوف أو استخدم لفائف وأجهزة التبخير داخل المنزل لتقليل لدغات البعوض بشكل فعال.
-الجهود المجتمعية: تُؤدي المبادرات واسعة النطاق، مثل التبخير، وحملات النظافة، وحملات التوعية العامة، دورًا هامًا.
تعليقات الزوار ( 0 )