قالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب بقراره ضرب المنشآت النووية فى إيران والانضمام لحرب إسرائيل على إيران قد ضخ مخاطر جيوسياسية جديدة فى الاقتصاد العالمى الهش بالفعل.
كما أنه يجعل ما سيحدث لاحقا فى الصراعات التجارية والاقتصادية أكثر أهمية، وينبغى أن يؤدى إلى إعادة حسابات. فحتى ما قبل هجوم السبت، كانت الحسابات السائدة فى الأسواق المالية، وبين شركاء أمريكا التجاريين على ما يبدو، أن ترامب يتراجع دائما، وهو ما يعنى أن كل تهديداته المتطرفة يعقبها وقف قادم للتصعيد.
فربما كان الثمن الاقتصادى لسياسة ترامب الفوضوية المتعلقة بالرسوم الجمركية هو ارتفاع الأسعار وتأثير حقيقى على النمو، لكن العواقب، كما يقال، اتجهت نحو حالة خفيفة من فرط التعريفات الجمركية وتباطؤ اقتصادى، بدلا من الاتجاه إلى ركود اقتصادى.
لكن بعد قرار مهاجمة إيران، الذى يبدو الآن وكأنه قراءة خاطئة للرئيس الأمريكى، يصعب تقييم مدى إمكانية تراجع ترامب عندما يفعل شيئا رفضه أسلافه على مدار عقود خوفا من العواقب.
وأشارت بلومبرج إلى أن التأثيرات المباشرة للعملية العسكرية الأمريكية ضد إيران، التى أطلقت عليها واشنطن اسم عملية “رعد منتصف الليل”، تعتمد على الكيفية التى سترد بها إيران. فلو تصاعدت الأمور وأغلقت طهران مضيق هرمز وارتفعت أسعار النفط، فستكون صدمة أخرى لاقتصاد عالمى لا يزال فى وضع هش نتيجة للرسوم الجمركية التى فرضها ترامب.
وحدد تقرير بلومبرج أربع مسارات محتملة للاقتصاد العالمى نتيجة لقرار ترامب مهاجمة إيران. السيناريو الأول أن ترى دولاً أخرى استعداد ترامب للتحرك كنذير شؤم. وهو ما سيؤدى بعواصم أخرى إلى تقديم تنازلات لواشنطن فى سعى لتأمين الخطوط العريضة على الأقل لصفقات تجارية قبل انتهاء فترة تأجيل فرض الرسوم الجمركية. وهذا هو السيناريو الذى يتمنى البيت الأبيض حدوثه.
السيناريو الثانى أن يؤدى الهجوم على إيران على تصعيد فى الحرب الجديدة و ارتفاع فى أسعار النفط، وصدمة اقتصادية عالمية، وصيف من اضطرابات الأسواق المالية. ردًا على ذلك، يقرر ترامب عدم زيادة الصدمة ومدد فترة توقفه عن فرض الرسوم الجمركية. لكن الضرر الاقتصادى حقيقى، واستمرار عدم اليقين التجارى لفترة طويلة لا يُساعد كثيرًا.
والسيناريو الثالث هو أن الولايات المتحدة ومعظم دول العالم ستتكاتف، على نحو غير متوقع، للتخفيف من الآثار الاقتصادية. مزيج من العمل الجماعى لتثبيت أسعار النفط والأسواق، وروح تعاون جديدة، بما يؤدى إلى صدمة طفيفة فقط للاقتصاد العالمى.
أما السيناريو الأخير فهو الأكثر تشاؤما، وفقا لبلومبرج. وفى هذا السيناريو، يقرر ترامب أن المسار الجريء هو الأفضل، فتلعب إيران بأقوى أوراقها وتغلق صادرات النفط الخليجية. وحتى مع ارتفاع أسعار النفط وتراجع الأسواق، يضاعف ترامب تعريفاته الجمركية. وينهى تعليق الرسوم ويرتفع جدار التعريفات الجمركية حول أكبر اقتصاد فى العالم إلى أعلى مستوى له منذ أواخر القرن التاسع عشر. ترد الاقتصادات الكبرى الأخرى، فتنهار التجارة العالمية، ويغرق العالم والولايات المتحدة فى ركود.
تعليقات الزوار ( 0 )