أكد رئيس تشيلى، جابرييل بوريك، مساء الأحد، العثور على جثة آخر عامل مفقود فى حادث انهيار منجم “إلـ تينينتي” للنحاس، الأكبر فى العالم، لترتفع حصيلة الضحايا إلى ستة قتلى، فى واحدة من أسوأ كوارث التعدين التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
وفى بيان ألقاه من مقر شركة النحاس الوطنية التشيلية (كوديلكو) بمدينة رانكاجوا، أعلن بوريك الحداد الوطني لثلاثة أيام، متعهدًا بفتح جميع التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث، وفقا لصحيفة إنفوباى الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة الرئاسية لم تمر بهدوء، فقد تعرض بوريك لموجة من الغضب من أهالى الضحايا، الذين احتجوا على تأخر تسليم الجثث، مؤكدين أن بعضها في حالة “مُتشظية”، كما أفادت تقارير بأن سيارة الرئيس تعرّضت للرشق أثناء مغادرته الموقع.
وأفاد ماكسيمو باتشيكو، مدير شركة كوديلكو، أنه لم يتلقَ أى شكاوى سابقة من العمال بشأن ظروف العمل في منجم “إلـ تينينتي”، والذي يُعدّ أكبر رواسب النحاس في العالم، ويقع في منطقة أوهيجينز بوسط تشيلي.
ووفقًا للشركة، فإن الحادث وقع بعد انهيار عمود في أعماق المنجم، نتيجة زلزال بلغت قوته 4.3 درجة على مقياس ريختر، سُجّل في المنطقة يوم الخميس. وأسفر الانهيار عن مقتل ستة عمال وإصابة تسعة آخرين، ما أدى إلى تعليق كامل للعمليات في الموقع.
وفي بيان رسمي، عبر أندريس ميوزيك، المدير العام للمنجم، عن تعازيه لعائلات الضحايا، مؤكدًا أن الحادث لم يكن ناتجًا عن استخدام متفجرات، وأن تحقيقًا داخليًا جارٍ إلى جانب تحقيق فتحه مكتب المدعي العام التشيلى.
وسلّط هذه المأساة الضوء على المخاطر الكبيرة التي ما زالت تُهدد حياة عمال المناجم، رغم التقدم التكنولوجي في قطاع التعدين، وتُعيد إلى الواجهة تساؤلات حادة حول معايير السلامة والرقابة في واحدة من أهم الصناعاتالاستراتيجية في تشيلي.
و تم انتشال جثث العمال الخمسة المفقودين بالكامل، وفقا لتصريحات المدعي العام لمنطقة أوهيجينز، و ساهم في جهود البحث أكثر من 100 عنصر إنقاذ عملوا داخل شبكة أنفاق يتجاوز طولها 4500 كيلومتر.
وأوقف العمل مؤقتا في المنجم الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 356 ألف طن من النحاس سنويا، ما يشكل نحو 6.7% من إنتاج البلاد.
تعليقات الزوار ( 0 )