يواجه الكثير من مرضى الزهايمر والخرف حالة مرضية تعرف باسم “متلازمة غروب الشمس”، وهي ظاهرة سلوكية ونفسية تظهر عادة مع اقتراب ساعات المساء وغروب الشمس، وتسبب معاناة كبيرة للمريض ولأسرته على حد سواء، هذه المتلازمة ليست مرضا منفصلا بحد ذاته، وإنما مجموعة من الأعراض التي تتفاقم في أوقات محددة من اليوم، خاصة في المراحل المتوسطة والمتأخرة من الزهايمر، بحسب موقع “كليفيلاند كلينيك”.
وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 20% من مرضى الزهايمر يعانون من هذه الحالة في فترة ما من حياتهم، حيث تبدأ السلوكيات والمشاعر المضطربة بالظهور مع انخفاض الضوء في نهاية اليوم.
ومن أبرز هذه الأعراض الأرق والقلق والارتباك، إلى جانب الهلوسة وجنون العظمة، والمشي المتكرر بلا هدف، بل قد يصل الأمر في بعض الحالات إلى السلوك العدواني أو الصراخ أو البكاء المستمر.
تنعكس هذه المتلازمة أيضا على المشاعر الداخلية للمريض، إذ تتراوح بين الحزن والخوف والاضطراب الشديد، وهو ما يزيد من حدة الأعراض الذهنية المصاحبة مثل التهيؤات والارتباك وفقدان القدرة على الاستدلال المنطقي.
ويرى المختصون أن اضطراب الساعة البيولوجية وقلة النوم من أبرز العوامل التي تزيد من سوء الحالة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل العدوى، والجفاف، والآثار الجانبية لبعض الأدوية، وضعف الرؤية، إلى جانب الإرهاق الناتج عن يوم مزدحم بالأنشطة أو الضوضاء.
طرق علاج متلازمة غروب الشمس
أما عن علاج متلازمة غروب الشمس، فإن تحديد السبب الأساسي وراء تفاقم الأعراض يمثل الخطوة الأولى للتعامل مع هذه المتلازمة.
وتوجد مجموعة من الإجراءات غير الدوائية التي أثبتت فعاليتها، مثل العلاج بالضوء لزيادة تعرض المريض لأشعة الشمس أو الإضاءة الساطعة نهارا، والعلاج بالموسيقى لتهدئة الحالة المزاجية، فضلا عن تهيئة بيئة مألوفة للمريض عبر صور العائلة والأغراض الشخصية، والتأكد من توفير نظارات طبية أو سماعات أذن عند الحاجة.
كما ينصح الأطباء بالالتزام بروتين يومي منتظم، بحيث يذهب المريض إلى النوم في نفس التوقيت والمكان كل ليلة، مع مراعاة جعل غرفة النوم هادئة وخالية من المشتتات مثل التلفاز أو الأصوات المرتفعة.
ويمكن للطبيب أيضا القيام بأنشطة بسيطة مع المريض في فترة المساء، مثل قراءة كتاب، أو مشاهدة برنامج مفضل، أو تناول وجبة خفيفة، وهو ما يساعد على تخفيف التوتر والقلق.
في بعض الحالات، قد يلجأ الأطباء إلى وصف أدوية مساعدة للسيطرة على الأعراض، مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية القلق أو الميلاتونين لتحسين النوم، مع الحذر الشديد عند استخدام مضادات الذهان نظرا لمخاطرها طويلة الأمد.
توصيات طبية
وتوصي المؤسسات الطبية بضرورة الحصول على قسط كاف من النوم ليلا، وتجنب الكافيين في فترة ما بعد الظهيرة، مع تشجيع المريض على ممارسة الرياضة الخفيفة أو التعرض لأشعة الشمس خلال النهار، كما يجب تقليل القيلولة أو جعلها قصيرة وفي وقت مبكر من اليوم، وتجنب الإفراط في الأنشطة اليومية.
ويشدد الأطباء على أن التدخل المبكر لمقدمي الرعاية الصحية أمر ضروري، إذ إن بعض أعراض غروب الشمس قد تكون إشارة إلى مشكلات صحية أخرى مثل العدوى أو الألم المزمن.
وفي هذه الحالات، يكون المريض بحاجة إلى دعم من أسرته لمراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة.
تعليقات الزوار ( 0 )