في زحام الحياة اليومية وضغوطاتها المتراكمة، قد ينسى الإنسان أبسط حقوقه تجاه نفسه، وأهمها إحترامه لذاته وتقديره لقيمته، فالتقدير الذاتي ليس مجرد رفاهية نفسية، بل هو عنصر أساسي في بناء شخصية متزنة قادرة على مواجهة التحديات بثقة وثبات، عندما يحترم الإنسان ذاته، يصبح أكثر قدرة على إتخاذ قراراته، وتحديد أولوياته، والعيش بسلام داخلي يمنحه راحة لا تُقدّر بثمن، أما غياب هذا التقدير، فقد يترك الفرد في دوامة من المقارنات، والنقد الذاتي ومشكلات الصحة النفسية، والشعور المستمر بعدم الكفاية، لذا نستعرض خطوات تساعدك على تعزيز إحترامك لذاتك، دون أن تكوني قاسية عليها أو مثالية بشكل مُرهِق، وذلك وفقا لما نشره موقع ” theguardian”.

تقدير الذات
توقّفي عن جلد ذاتك
كثيرًا ما نقسو على أنفسنا دون وعي، من خلال الحديث الداخلي السلبي، أو ترديد أفكار محبطة عن القدرات والمكانة، هذا الصوت الداخلي الذي ينتقد باستمرار قد يكون امتدادًا لتجارب الطفولة أو مواقف سلبية مررنا بها، لذلك، من المهم أن تبدأي بمراقبة هذا الصوت، وتحاولين استبداله بكلمات أكثر رحمة ودعمًا، حدّثي نفسك كما لو كنتِ تتحدثين إلى صديقة مقرّبة تمرّ بمرحلة صعبة، ودوّني أي فكرة سلبية تراودك، ثم اكتبي بجانبها الدليل الواقعي الذي يُثبت العكس.
لا تقارني نفسك بالآخرين
في عصر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت المقارنات جزءًا يوميًا من حياة الكثيرين، لكن الحقيقة هي أننا لا نرى من حياة الآخرين سوى الجانب اللامع، ولا نعرف شيئًا عن الصراعات التي قد يخفونها، تذكّري دائمًا أن المقارنة العشوائية تُضعف ثقتك بنفسك وتشتتك عن مسارك الحقيقي، بدلًا من المقارنة، ركّزي على أهدافك الخاصة، وما ترغبين في تحقيقه، وعلى خطواتك الصغيرة التي تُقرّبك من ذاتك.

فتاة سعيدة بحياتها
ضعي أهدافًا واقعية قابلة للتحقيق
من الجميل أن تكون لديكِ طموحات كبيرة، لكن من الضروري أيضًا أن تكون هذه الطموحات واقعية ويمكن تنفيذها تدريجيًا، فالأهداف البعيدة التي يصعب الوصول إليها قد تشعرك بالإحباط، حتى وإن كنتِ قد حققتِ تقدمًا ملموسًا، لذلك، يُنصح دائمًا بتقسيم الأهداف الكبيرة إلى خطوات صغيرة، تُشعرك بالإنجاز وتدفعك للمزيد.
تحدّي نفسك من وقت لآخر
البقاء داخل منطقة الراحة قد يُشعرك بالأمان المؤقت، لكنه على المدى البعيد يمنعك من التطوّر، لا تتردّدي في خوض تجارب جديدة، حتى وإن بدت صعبة أو مُربكة في البداية، كل تجربة تخوضينها بنجاح، حتى وإن كانت بسيطة، تُعزّز من ثقتك بنفسك وتكسر حاجز الخوف بداخلك.

التأمل في الطبيعة
اعتني بجسدك وصحتك العامة
العلاقة بين الصحة الجسدية والنفسية وثيقة للغاية، فإهمال النوم، أو سوء التغذية، أو التعرض المستمر للتوتر، كلها عوامل تؤثر سلبًا على إحترامك لذاتك، لذلك، احرصي على العناية بجسدك كما تهتمين بنفسك الداخلية، خصّصي وقتًا للاسترخاء، احصلي على قسطٍ كافٍ من النوم، وراقبي تأثير نمط حياتك على حالتك النفسية.
مارسي الرياضة بانتظام
التمارين الرياضية لا تؤثر فقط على شكل الجسم، بل تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الحالة النفسية والشعور بالثقة والرضا، تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة تُعزز من إحترامك لذاتك، خاصة لدى البالغين الذين يُعانون من ضعف الثقة بأنفسهم، لذلك، لا يشترط أن تكون الرياضة مرهقة، فقط ابحثي عن نشاط بدني تحبينه وداومي عليه.
تعليقات الزوار ( 0 )