فى المجتمع المصرى تثير تطبيقات المواعدة أو ما يُعرف بـ”الديتينج آبس” حالة من الجدل والانقسام، فبينما يرى البعض أنها وسيلة عصرية للتعارف قد تفتح بابًا لعلاقات جادة، يرفضها آخرون بشكل قاطع، معتبرين أنها دخيلة على الثقافة المصرية، ومرتعًا للتجارب العابرة أوالمشكلات الاجتماعية والأخلاقية.
رغم الطابع المحافظ السائد، بدأت هذه التطبيقات تكتسب رواجًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة بين الشباب في المدن الكبرى، حيث تتقلص فرص التعارف الطبيعي بفعل وتيرة الحياة السريعة، وضغوط العمل، والمخاوف من التورط في علاقات غير آمنة.
“كنت واضحة من الأول.. بس مش دايمًا بتلاقي الوضوح عند التاني”
نور، 26 عامًا، تعمل كمصممة جرافيك في شركة خاصة، تحكي تجربتها قائلة: “أنا من النوع اللي مش بيخرج كتير، ومفيش فرصة أتعرف على حد من شغلي أو محيطي. قررت أجرب تطبيقات التعارف، وكنت حريصة إني أوضح من أول يوم إني مش بدور على علاقات سطحية فعلاً اتكلمت مع ناس كويسين، بس في نفس الوقت فيه ناس بتحاول تتجاوز، وبمجرد ما بحس بكده بعمل بلوك فورًا”.
تضيف نور أن المميز في هذه التطبيقات هو “فلترة” الأشخاص بناءً على الاهتمامات المشتركة، وأنها ساعدتها على كسر العزلة، لكنها لا تعول كثيرًا على تكوين علاقة فعلية من خلالها.
“ضحك عليا وكان متجوز”
أما سارة، 29 عامًا، موظفة بنك، فكانت تجربتها مختلفة تمامًا. تقول: “كنت بسمع عن الديتينج آبس، وكنت شايفة إن مفيش مانع أجرب، طالما أنا عارفة نفسي وحدودي بعد فترة، بدأت أكلم شاب، وكان باين عليه مهذب وذوق، واتكلمنا أكتر من شهر فجأة لاحظت إنه بيتهرب من أي حاجة فيها جدية أو وضوح، ولما دورت ورا الموضوع اكتشفت إنه متجوز من 5 سنين”.
تضيف سارة: “ما كنتش متخيلة إن الكذب سهل كده حذفته فورًا ومسحت التطبيق كله حسيت إني اتخدعت، وندمت إني وثقت في حد بالشكل ده”.
بين الوهم والواقع.. التمثيل والابتزاز
شكاوى متكررة تظهر مع زيادة استخدام هذه التطبيقات، تتنوع بين التمثيل (pretending)، حيث يتقمص البعض شخصيات مختلفة تمامًا عن حقيقتهم، وبين محاولات الاستغلال أو الابتزاز أحيانًا.
أسماء، 24 سنة، طالبة دراسات عليا، تحكي: “فيه شاب فضل يلح عليا إننا نخرج، وكنت مترددة، لكن في الآخر وافقت نلتقي في كافيه عام كنت مصرة إنه يكون مكان آمن، بعد المقابلة بدأ يطلب صور، ولما رفضت بقى يهددني إنه هيشوه سمعتي بصور عادية كنا متصورينها سوا الموضوع خرج عن السيطرة، واضطريت ألجأ لحد من أهلي وبلغنا عنه”.
الوعي أولًا
رغم تلك التجارب المتباينة، يتفق كثيرون أن المشكلة لا تكمن في التطبيقات ذاتها، بل في طبيعة المستخدمين، فالتكنولوجيا وسيلة، وأسلوب استخدامها يحدد نتائجها.
بعض الشباب يرى أن هذه التطبيقات قد تكون مفيدة لو استخدمت بوعي، وفي أطر واضحة ومحترمة، محمد، 31 عامًا، يعمل كمهندس معماري، يقول: “أنا قابلت خطيبتي عن طريق أبلكيشن، وكنا واضحين مع بعض جدًا من الأول، واتخطبنا بعد شهور من التعارف، مش معنى إن فيه تجارب سيئة، إننا نعمم ونرفضها تمامًا”.

التعارف عبر الانترنت

مزايا وعيوب التعارف عبر الانترنت
تعليقات الزوار ( 0 )