أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nutrition Research أن إضافة بعض الفواكه والخضراوات إلى وجباتك قد يقلل من خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي (التي تصيب أعضاءً مثل المعدة والكبد والبنكرياس والقولون) بنسبة تصل إلى 36%، حسبما أفاد تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
ويوجد ارتفاع في معدلات الإصابة بسرطان القولون بين الشباب، وخاصةً من هم دون سن الخمسين، وهو نوع من السرطان يتطور في أنسجة القولون أو المستقيم، ويبدأ في الأمعاء الغليظة (القولون)، وغالبًا ما يتطور من كتل صغيرة غير سرطانية من الخلايا تُسمى السلائل، وهو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم، وثاني أكثر أسباب الوفاة بالسرطان في الولايات المتحدة.
وبعيدًا عن سرطان القولون، فإن سرطان الكبد يشكل أيضًا مصدر قلق عالمي، وخاصة مع مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) ومرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD) كأسباب سريعة النمو.
الآن، يُشكل سرطان القولون وسرطان الكبد وبعض أنواع السرطان الأخرى مجموعة أوسع تُسمى سرطان الجهاز الهضمي، وهو أحد الأسباب الرئيسية للسرطان في عصرنا الحالي، وسرطانات الجهاز الهضمي هي أورام خبيثة تتطور في الجهاز الهضمي، بما في ذلك المريء والمعدة والكبد والبنكرياس والأمعاء الدقيقة والقولون والمستقيم والمرارة والقنوات الصفراوية.
ماذا تقول الدراسة؟
وفي خطوة قد تؤثر على المبادئ التوجيهية الغذائية على مستوى العالم، وجدت دراسة حديثة في مجلة Nutrition Research أن الأفراد الذين تناولوا المزيد من الفواكه والخضراوات ذات اللون الأبيض من الداخل، كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الجهاز الهضمي بنسبة 36% على مدى فترة ثماني سنوات.
تابع الباحثون أكثر من 11,000 بالغ زاروا المركز الوطني للسرطان في كوريا بين عامي 2007 و2021، وخلال فترة المتابعة، سجلت 214 حالة إصابة بسرطان الجهاز الهضمي، بالاعتماد على بيانات من سجلات السرطان الوطنية، واستُمدت المعلومات الغذائية من استبيانات مفصلة حول تواتر تناول الطعام، والتي رصدت عادات الاستهلاك، وبدلاً من تصنيف المنتجات حسب اللون الخارجي، صنفت الدراسة الفواكه والخضراوات حسب اللون الداخلي، لذلك تم تجميع التفاح والكمثرى والموز على أنها ذات “لحم أبيض”، في حين سقطت الطماطم والفراولة في فئات حمراء وأرجوانية.
أظهرت المنتجات ذات اللون الأبيض الداخلى (مثل التفاح والقرنبيط والموز) أقوى حماية، حيث خفضت خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي بنسبة 36%، كما قدمت المنتجات ذات اللون الأحمر والأرجواني فوائد أيضًا، ولكن بدرجة أقل قليلاً (حوالي 32%).
لماذا تُعد الألوان مهمة؟
العلم يُرجح أن القوة الوقائية لهذه الفواكه والخضراوات تنبع من غناها بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والألياف، حيث تُساعد هذه العناصر الغذائية على تحييد الجذور الحرة الضارة، ودعم الهضم، وتقليل الالتهابات، وهي عوامل مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، وغالبًا ما تحتوي المنتجات ذات اللون الأبيض على الألياف وفيتامين C ومركبات مثل الفلافونويد التي قد تدعم صحة الأمعاء وتقلل الالتهابات.
في المقابل، تحتوي المنتجات الحمراء والأرجوانية على الليكوبين والأنثوسيانين وأصباغ نباتية أخرى ذات تأثيرات قوية مضادة للأكسدة.
ومن المثير للاهتمام أن طرق الطهي الخفيفة مثل الطهي على البخار أو القلي الخفيف يمكن أن تعزز امتصاص العناصر الغذائية في بعض الخضراوات، بينما ركزت هذه الدراسة على لون الالخضراوات والفاهة من الداخل، وتُؤكد أبحاث أخرى حقيقة أوسع نطاقًا وهى أن النظام الغذائي المتنوع والغني بالنباتات يُوفر أفضل حماية، كما ارتبطت الحبوب الكاملة والألياف والفواكه وحمض الفوليك بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
كيفية دمج الألوان في النظام الغذائي اليومي لتعزيز الحماية من السرطان من خلال النظام الغذائي:
تناول خضراوات ذات لون أبيض داخلى يوميًا: جرب حصة أو حصتين من التفاح، أو الموز، أو الكمثرى، أو القرنبيط، أو أطعمة مماثلة يوميًا. حوالي 188 جرامًا، أي أقل بقليل من كوبين، تُحتسب ضمن الكمية الوقائية المُلاحظة.
قم بخلط المنتجات الحمراء والأرجوانية: أضف الطماطم، والفراولة، والفلفل الأحمر، أو التوت إلى الوجبات للحصول على تنوع وفائدة إضافية.
استهدف تنوع الألوان: اسع إلى تناول كوبين من الفاكهة وثلاثة أكواب من الخضراوات يوميًا على الأقل، بحيث تغطي مجموعة من الألوان لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من العناصر الغذائية.
اطبخها بشكل خفيف إذا كنت تفضل ذلك: يمكن للطهي الخفيف أن يحسن من توفر العناصر الغذائية، مثل الليكوبين في الطماطم وبيتا كاروتين في الجزر.
أضف خضراوات صليبية مفرومة (مثل البروكلي، والكرنب، والملفوف، والقرنبيط) إلى أطباقك المقلية، واستمتع بشرائح الموز مع حبوب الإفطار، وتناول التفاح مع زبدة الفول السوداني كوجبة خفيفة، أو امزج الفراولة في العصائر.
تعليقات الزوار ( 0 )