اجتاز نظام رادار جديد قوي، مصمم لكشف وتتبع الأجسام في مدارات بعيدة فوق الأرض، اختبارًا أوليًا رئيسيًا، حيث إن ما يسمى بـ”قدرة الرادار المتقدمة في الفضاء العميق”، أو DARC، هو نظام رادار متعدد المواقع، تُطوره قوة الفضاء الأمريكية ونظيراتها في المملكة المتحدة وأستراليا، وعند اكتماله، سيتألف النظام من ثلاثة مواقع منفصلة موزعة حول العالم، مما يسمح لهذه الدول الثلاث، التي تُشكل شراكة AUKUS الأمنية، بمراقبة ما يحدث في المدار الجغرافي المتزامن (GEO)، الذي يقع على ارتفاع حوالي 22,000 ميل (35,500 كيلومتر) فوق الأرض.
وفقا لما ذكره موقع “space”، أُجري الاختبار الأخير في موقع DARC-1 في غرب أستراليا، وشهد نجاح سبعة من هوائيات الموقع الـ 27 المُخطط لها في تتبع العديد من الأقمار الصناعية المتحركة في المدار الجغرافي المتزامن، حيث أثبت الاختبار أيضًا قدرة نظام DARC على “تتبع المركبات الفضائية التي تُشكل تهديدات محتملة للأصول الفضائية”، وفقًا لبيان صادر عن شركة نورثروب جرومان، التي تُساهم في تطوير شبكة DARC.
ووفقًا للشركة، سيُمكّن نظام الرادار الجديد هذا القوة الفضائية من تتبع “أجسام صغيرة جدًا في المدار الأرضي المتزامن (GEO) لحماية خدمات الأقمار الصناعية الحيوية، كما أنه مع استمرار تسليح الفضاء، لا سيما من قِبل القوى الفضائية العظمى الثلاث في العالم (الولايات المتحدة والصين وروسيا)، دأبت هذه الدول على تطوير تقنيات جديدة للمركبات الفضائية والصواريخ مُصممة لمنع أو تعطيل أو إتلاف أقمار خصومها الصناعية، أو تدميرها بالكامل.
كما أن هذه القوى العظمى الثلاث نفسها تختبر تقنيات جديدة للمركبات الفضائية تُمكّنها من شنّ حرب مدارية، أي مهاجمة مركبات فضائية تابعة لبعضها البعض في مدار متزامن مع الأرض، وتدفع هذه التطورات قوة الفضاء الأمريكية إلى تطوير قدرات جديدة، مثل نظام DARC، لتعزيز وعيها بمجال الفضاء، أي قدرتها على اكتشاف الأجسام في الفضاء وتتبعها وتحديدها.
ووفقًا لشركة نورثروب غرومان، سيمكّن نظام DARC الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا من العمل معًا لتحقيق ذلك، وفي بيان له، قال كيفن جيامو، مدير مراقبة الفضاء والاستخبارات البيئية في نورثروب حرومان: “سيوفر نظام DARC ميزة استراتيجية على نطاق لم يسبق له مثيل في مجال الوعي العالمي بمجال الفضاء”.
ستوفر قدرته على تتبع العديد من الأجسام الصغيرة المتحركة على ارتفاع يزيد عن 22,000 ميل فوق الأرض قدرةً شاملةً ومتواصلةً لا مثيل لها، باعتباره نظام التتبع الراداري الرائد في العالم في الفضاء العميق
تعليقات الزوار ( 0 )