تجتاح الصين ظاهرة غريبة، وهى دفع الشباب العاطلين عن العمل رسوما للتظاهر بالعمل فى مكاتب مستأجرة دون أى ربح مادى، حيث يذهب ملايين الصينيين إلى مكاتبهم يوميًا، وبينما يتقاضى أغلبهم أجراً مقابل ذلك، يدفع بعضهم لشركات وهمية للسماح لهم بالتظاهر بالعمل، مقابل رسوم يومية تتراوح بين (4-7 دولارات)، تتيح هذه الشركات المتخصصة لأى شخص فرصة تجربة بيئات عمل متنوعة، مزودة بمكاتب، ومرافق غداء، وخدمة واى فاى مجانية.
وبينما تسمح معظم هذه الشركات للعملاء بالاسترخاء فى منشآتها، يمكن لمن يبحثون عن لمسة واقعية دفع مبالغ إضافية مقابل مهام وهمية، ومديرين مزيفين، وحتى تمردات وهمية للموظفين، وقد ازدادت شعبية ما يسمى بـ”شركات التظاهر بالعمل” هذا العام لتلبية الطلب المتزايد بين الشباب العاطلين عن العمل.
وتساءلت صحيفة “إل باييس” الإسبانية مؤخرا فى مقال عن هذا التوجه الغريب والمتنامى، لماذا يدفع أى شخص للتظاهر بالعمل؟، لا توجد إجابة واضحة على هذا السؤال، حيث قال بعض “موظفيها” إنهم جاؤوا إلى هناك لمجرد أنهم وجدوا الفكرة مثيرة للاهتمام، بينما قال آخرون إنه من الممتع الذهاب إلى مكان للاسترخاء بتكلفة منخفضة بدلًا من التسكع فى المنزل، فيما يأمل البعض أن تساعدهم هذه التجربة فى الحصول على وظيفة حقيقية فى المستقبل القريب، بحسب ما ذكره موقع oddity central.
عاطلون يتظاهرون بالعمل
بدوره، قال شو لين، وهو منشئ محتوى: “مع أن بعض الأعضاء يحتاجون إلى مكان للتظاهر بالعمل، إلا أن معظمنا هناك لمجرد أنه مثير للاهتمام”، ففى مارس، بلغ معدل بطالة الشباب 16.5% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما (باستثناء الطلاب) و7.2% بين من تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاما، مما أدى، إلى جانب توافر مساحات مكتبية رخيصة فى المدن الكبرى مثل بكين، إلى هذا التوجه غير المعتاد الذى يُحاكى بيئة العمل.
تُعتبر هذه المساحات رخيصة الإيجار بشكل لا يُصدق، وهى أرخص من المقاهى لمن يبحثون عن التسكع، ربما تفكر فى أنه لا بد من وجود طرق أفضل لقضاء إجازات البطالة بدلا من دفع المال للتظاهر بالعمل، ولكن ثقافة العمل مختلفة تماما فى الصين لدرجة أن مثل هذه الخدمات غير العادية يمكن أن تصبح سائدة.
تعليقات الزوار ( 0 )