ارتفاع الضغط الدم ليس دائمًا مجرد نتيجة للإجهاد أو زيادة الوزن، ففي بعض الأحيان يكون وراءه جهاز كامل يُدير التوازن الهرموني في الجسم: الجهاز الصمّاوي. أي خلل في الغدد مثل الكظرية، النخامية، أو الدرقية قد يطلق سلسلة من الاضطرابات التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط دم مزمن وصعب التحكم به.
وفقًا لتقرير نشر في موقع Ascensus Health، فإن هذا النوع من الضغط يُسمى “ارتفاع ضغط الدم الغددي”، وهو حالة مختلفة عن ارتفاع الضغط التقليدي لأنها ترتبط مباشرة بخلل في إنتاج أو تنظيم الهرمونات، التشخيص الدقيق يساعد في إعادة ضبط التوازن الهرموني ومن ثم خفض الضغط بشكل فعّال.
الوعي بأن ارتفاع الضغط قد يكون نتيجة مباشرة لخلل في الغدد يغيّر من طريقة التعامل معه، فبدل الاعتماد على أدوية ضغط عادية فقط، يصبح الحل في تشخيص السبب الهرموني ومعالجته، وهنا تكمن أهمية الفحص المبكر واستشارة المتخصصين.
أبرز الأسباب وراء الضغط الغددي
فرط إنتاج الألدوستيرون
يُعرف أيضًا بمتلازمة كون، وهو السبب الأكثر شيوعًا. الغدة الكظرية هنا تُفرز كميات غير طبيعية من الألدوستيرون، مما يؤدي إلى احتباس الصوديوم والماء، وبالتالي زيادة الضغط ونقص البوتاسيوم في الدم.
فرط الكورتيزول (متلازمة كوشينج)
زيادة هرمون الكورتيزول تحدث إما بسبب ورم في الغدة النخامية أو الكظرية، أو بسبب الاستخدام الطويل للأدوية الستيرويدية. الأعراض قد تشمل زيادة الوزن، ضعف العضلات، ارتفاع الضغط، واضطرابات المزاج.
ورم القواتم
وهو ورم نادر لكنه يسبب إفرازات هرمونية ترفع ضغط الدم بشكل مفاجئ وعنيف، قد يصاحبه صداع وتعرق غزير وخفقان.
ضخامة الأطراف
في هذه الحالة، يفرز الجسم هرمون النمو بكميات كبيرة بسبب ورم في الغدة النخامية. يؤدي ذلك إلى تضخم العظام والأنسجة، وقد ينعكس أيضًا على الضغط والسكري.
اضطرابات الغدة الدرقية
قصور الغدة الدرقية يؤدي غالبًا إلى ارتفاع الضغط الانبساطي، بينما فرط نشاطها يزيد الضغط الانقباضي. الأعراض تتراوح بين التعب وزيادة الوزن أو فقدانه، وتسارع ضربات القلب أو بطئها.
كيف يظهر المرض على المريض؟
الأعراض تختلف بشكل كبير بين مريض وآخر، البعض يعاني من صداع متكرر وخفقان، وآخرون قد يلاحظون فقدانًا في الشهية أو ضعفًا في العضلات. هناك أعراض عامة مثل التعرق المفرط ونوبات القلق، وأعراض خاصة مثل تضخم اليدين والقدمين في ضخامة النهايات، أو زيادة الوزن غير المبررة في متلازمة كوشينج.
خطوات التشخيص
لا يُعتمد على قياس الضغط وحده بل يلجأ الأطباء إلى:
تحاليل دم متخصصة لمتابعة مستويات الهرمونات.
اختبارات بول لقياس إفراز الهرمونات خلال اليوم.
فحوص تصويرية كالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية لتحديد مكان الورم أو الخلل.
طرق العلاج والسيطرة
تغييرات حياتية: الاعتماد على غذاء صحي، ممارسة الرياضة، تجنب التدخين.
العقاقير الطبية: للتحكم في إنتاج الهرمونات أو منع تأثيرها.
الجراحة: خاصة في حالات الأورام سواء في الغدة النخامية أو الكظرية.
العلاج الإشعاعي: وسيلة إضافية لوقف نمو الأورام أو تقليصها.
تعليقات الزوار ( 0 )