كل مرحلة عمرية تحمل معها تغيرات في احتياجات الطفل النفسية، لكن المراهقة تحديدًا تتطلب من الأهل نوعًا خاصًا من الدعم. فهذه المرحلة لا تعني فقط تغيّر الشكل أو طريقة التفكير، بل هي نقطة تحول في شعور الشاب أو الفتاة تجاه أنفسهم. ولهذا، يحتاج الوالدان إلى أدوات دقيقة تساعد أبناءهم على بناء ثقة داخلية تدوم، بدلًا من صورة مهزوزة تتأثر بكلام الآخرين.
خلال تقرير نشر فى موقع HealthyChildren فإن المراهق يحتاج معاملة نفسية ذكية، من قبل الوالدين لتعزيز ثقته بنفسه.
امنحه كلمات تقدير يعرف قيمتها
لا يحتاج المراهق إلى مدح مبالغ فيه، بل إلى جمل صادقة تُبرز جهوده، حتى في الأوقات التي لم يصل فيها إلى النتيجة المطلوبة. التركيز على المحاولة والاجتهاد يعطيه إشعارًا بأن قيمته لا ترتبط فقط بالنتائج. الثناء هنا ليس مجاملة، بل وسيلة لنقل رسالة واضحة: “أنا أراك، وأقدّر سعيك.”هذا الأمر يعزز صحته النفسية
قدّم رأيك بطريقة لا تجرحه
الانتقاد لا غنى عنه أحيانًا، لكنه حين يُقدَّم على هيئة توبيخ أو مقارنة، يخلق أثرًا عكسيًا ويضره نفسيا. الأفضل أن توضح للابن كيف يمكن أن يطور من نفسه دون أن يشعر بالذنب. النقد البناء يصنع فارقًا، لأنه يعطي فرصة للتعديل دون أن يُشعره بأنه دون المستوى
اجعل له دورًا في القرارات
حين تسأل ابنك عن رأيه، أو تستشيره في أمر يخص العائلة، فأنت تبعث له برسالة غير مباشرة بأنه شخص جدير بالثقة، مشاركة المراهقين في اتخاذ القرار يعزز شعورهم بالاستقلال، ويقوي إدراكهم لدورهم الفعلي في الأسرة.
ادعم اهتماماته حتى لو لم تكن مألوفة
قد يرى المراهق في الرسم، أو التكنولوجيا، أو حتى الرقص وسيلة للتعبير عن نفسه. دور الأهل ليس تقييم هذه الهوايات وفقًا لمعاييرهم الخاصة، بل دعمها طالما أنها لا تؤثر على التزامه بمسؤولياته الأخرى. الدعم هنا لا يعني الإغراق بالموارد، بل إعطاؤه المساحة ليطوّر ذاته بطريقته.
افتح له بابًا لخدمة الآخرين
الأنشطة التطوعية تمنح المراهق منظورًا مختلفًا تجاه العالم. حين يشعر بأنه يترك أثرًا في حياة من حوله، تنمو داخله قيمة الذات بعيدًا عن تقييم الأقران. وقد أثبتت التجربة أن العمل في بيئات غير تنافسية يفتح المجال للثقة بالنفس أن تنمو في بيئة آمنة.
تقبّل حماسه حتى لو بدا مثاليًا
المراهق الذي يريد تغيير العالم ليس ساذجًا، بل هو شخص يرى الحياة بنظرة نقية. التعامل مع هذه الحماسة باحترام يجعل الابن يثق بأن صوته مسموع، ويشعر بأن رأيه له مكان بين الكبار. تجاهل هذه الطاقة قد يطفئ شرارة المبادرة بداخله.
تعليقات الزوار ( 0 )