يبدو أن لقباً جديداً سيضاف إلى العاصمة البريطانية لندن، وهو عاصمة الطلاق فى العالم، حيث أثار حكم قضائى صدر مؤخراً توقعات بازدهار ما وصفته صحيفة فاينانشال تايمز سياحة الطلاق للباحثين عن تعويضات ضخمة من أزواجهم السابقين.
في وقت سابق من هذا الشهر، فازت ناتاليا بوتانينا، الزوجة السابقة لملياردير روسي، بحقها في رفع دعوى طلاق أمام المحاكم فى بريطانيا، على الرغم من إضفاء الطابع الرسمي على الانفصال في روسيا قبل أكثر من عقد.
بوتانينا، التي تزوجت لمدة 30 عامًا من فلاديمير بوتانينا، النائب الأول السابق لرئيس الوزراء الروسي، والذي اختارته مجلة فوربس مرتين كأغنى شخص في البلاد،- تسعى للحصول على تسوية بمليارات الدولارات من ثروته المُقدرة بعشرين مليار دولار.
وقالت فاينانشيال تايمز إن هذا الحكم يمهد الطريق لأكبر قضية طلاق تُنظر في المملكة المتحدة على الإطلاق. بل والأهم من ذلك، كما يقول المحامون، أنه سيشجع عددًا أكبر من “سياح الطلاق” الساعين للحصول على تعويضات أفضل للقدوم إلى إنجلترا، مما يرسخ سمعة لندن كعاصمة الطلاق في العالم.
ونقلت الصحيفة عن مايكل جورييه، الشريك في فريق قانون الأسرة في بريطانيا بشركة ويذرز:، قوله إن هذه القضية لا تفتح الباب فقط أمام “سياحة الطلاق”، بل تفتح الباب أيضًا أمام سياحة ما بعد الطلاق”. ويضيف: “إنها ترسل رسالة مفادها أن من لديهم بالفعل تسوية طلاق في مكان آخر يمكنهم تجربة حظهم في إنجلترا إذا تمكنوا من إيجاد صلة تسمح لهم بذلك.
وتذهب فاينانشيال تايمز إلى القول بأن جائزة رفع دعوى قضائية في لندن يمكن أن تكون مربحة للغاية، على الأقل لنصف الأزواج المنفصلين. حيث يعد النظام القانوني الإنجليزي والويلزي جذابًا للطرف الأضعف ماليًا لأنه يركز على تقسيم الثروة الزوجية المشتركة بالتساوي، حتى لو كان أحد الشريكين هو العائل الرئيسي للأسرة.
يختلف هذا النهج عن النهج المتبع في اسكتلندا والعديد من الدول الأوروبية، حيث تكون التعويضات المالية أقل سخاءً، وغالبًا ما تقتصر النفقة على بضع سنوات، مع توقع استقلال كلا الطرفين ماليًا.
وقد تؤدى هذه الاختلافات إلى “تسابق” فى تقديم طلبات الطلاق: فالزوج الأضعف ماليًا يسعى إلى تقديم طلب الطلاق في إنجلترا، بينما يُفضل المعيل الرئيسي اللجوء إلى ولاية قضائية أخرى.
تعليقات الزوار ( 0 )