يمر الإنسان أحيانًا بتقلبات مزاجية حادة، لكن في بعض الحالات تتحول هذه التغيرات إلى نمط مرضي يؤثر بعمق على الحياة اليومية. من بين هذه الاضطرابات النفسية ما يُعرف بالهوس الاكتئابي، أو كما يسميه بعض الأطباء الاضطراب ثنائي القطب، وهو حالة نفسية مزمنة تحتاج إلى فهم دقيق ومتابعة مستمرة.
ما الذي يميز اضطراب الهوس الاكتئابي؟
وفقا لتقرير نشر في موقع very well mind فيتسم هذا الاضطراب بتبدل حاد بين حالتين متضادتين:
الأولى: نوبات من النشاط الزائد والطاقة المفرطة قد تصل إلى التصرف باندفاع مفرط
والثانية: فترات من الحزن العميق وفقدان الرغبة في ممارسة أي نشاط، وكأن الشخص ينفصل تمامًا عن العالم من حوله
علامات واضحة لا يمكن تجاهلها
في نوبات الهوس، يظهر الشخص وكأنه مفعم بالحيوية بشكل غير معتاد، ينام أقل من المعتاد، ويتحدث بسرعة ويتخذ قرارات متهورة. أما في النوبات الاكتئابية، فيغلب عليه الانطواء، يفقد شهيته للحياة، وقد يتعرض لأفكار سوداوية تؤثر على نظرته لذاته ولمن حوله.
ما الذي يسبب هذه الحالة؟
رغم تعقيد العوامل المؤدية للهوس الاكتئابي، تشير الأبحاث إلى أن هناك مزيجًا من الأسباب، منها العوامل الوراثية، والتغيرات في كيمياء الدماغ، بالإضافة إلى المؤثرات البيئية كالتوترات المستمرة أو الأزمات العاطفية القوية. في بعض الأحيان، يكون نمط النوم غير المنتظم أو استخدام بعض المواد سببًا في تحفيز النوبات
كيف يتم التشخيص الطبي؟
يخضع المصاب لتقييم نفسي شامل من قبل مختص، يتضمن مراجعة الأعراض بدقة، والتاريخ العائلي، والظروف المحيطة. يعتمد التشخيص على ملاحظة وجود نوبات واضحة للهوس، وهو ما يميز هذا الاضطراب عن حالات الاكتئاب التقليدي.
خطوات العلاج والمتابعة
العلاج يشمل غالبًا مزيجًا من الأدوية المنظمة للمزاج وجلسات العلاج النفسي. من المهم التزام المريض بالعلاج وعدم إيقافه فجأة. كما يُنصح بمراقبة نمط الحياة اليومي، وخاصة مواعيد النوم، والتقليل من مسببات التوتر. وجود شبكة دعم من الأهل أو الأصدقاء يساعد بشكل كبير في تقليل حدة النوبات وتكرارها
الوعي بداية التعافي
الهوس الاكتئابى ليس حُكمًا نهائيًا على الإنسان، بل حالة تحتاج إلى إدراك مبكر ورعاية مستمرة. بالتشخيص الصحيح، والدعم النفسي، والعلاج المناسب، يمكن للمصاب أن يستعيد توازنه ويعيش حياة مستقرة وناجحة.
تعليقات الزوار ( 0 )