تشير أبحاث جديدة من كلية الطب بجامعة كونيتيكت الأمريكية إلى أن تناول وجبة خفيفة يومية بسيطة يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.
نُشرت الدراسة في مجلة Cancer Prevention Research ، وهي واحدة من أولى التجارب السريرية البشرية التي تربط بتناول الجوز بتأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للسرطان قابلة للقياس في القولون.
تقدر الجمعية الأمريكية للسرطان أنه في العام الحالى 2025، سيكون هناك حوالي 107320 حالة جديدة من سرطان القولون (54510 عند الرجال و52810 عند النساء) وحوالي 46950 حالة جديدة من سرطان المستقيم.
ولكن كيف يُمكن لوجبة خفيفة بسيطة كالجوز أن تُقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون؟ يكمن السر في “الإيلاجيتانين”، وهي مركبات نباتية طبيعية موجودة في الجوز.
وفقا لمجلة ” نيوزويك”، وفقا للباحثين بجامعة كونيتيكت فأن المركبات الطبيعية الموجودة في الجوز يتم تحويلها بواسطة بكتيريا الأمعاء إلى جزيئات قوية مضادة للالتهابات تسمى “اليوروليثين” – وخاصة اليوروليثين أ.
وأضافوا أن “الإيلاجيتانينات الموجودة في الجوز توفر بشكل مهم خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للسرطان والتي نراها في المرضى الذين شاركوا في أبحاث تجاربنا السريرية”.
شملت التجربة السريرية 39 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 40 و65 عامًا، وجميعهم يُعتبرون معرضين لخطر الإصابة بسرطان القولون خضع المشاركون أولًا للفحص، ثم طُلب منهم استبعاد الأطعمة الغنية بالإيلاجيتانين من وجباتهم الغذائية قبل تناول الجوز يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع.
وتم رصد علاماتهم الالتهابية من خلال عينات الدم والبول والبراز، وتم فحص سلائل القولون من خلال تنظير القولون عالي الدقة.
من بين النتائج الرئيسية للدراسة أن الأشخاص الذين أنتجت أجسامهم كميات أكبر من مركب اليوروليثين أ بعد تناول الجوز، انخفضت لديهم مستويات الالتهاب في أجسامهم، وخاصةً أولئك الذين يعانون من السمنة، وهي فئة معرضة عادةً لخطر أكبر للإصابة بأمراض القولون. كما أظهر هؤلاء المشاركون ارتفاعًا في مستويات الببتيد YY، وهو هرمون مرتبط بخفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
استخدم فريق البحث أيضًا تقنيات تصوير متطورة لإلقاء نظرة فاحصة على أنسجة سلائل القولون التي أُزيلت أثناء تنظير القولون. وكانت النتائج مذهلة، حيث ارتبط ارتفاع مستويات اليوروليثين أ لدى المرضى بعد تناول الجوز ارتباطًا مباشرًا بانخفاض مستويات العديد من البروتينات المهمة التي غالبًا ما توجد في السلائل”، وفقًا لما ذكره الفريق.
أحد هذه البروتينات، وهو الفيمنتين – والذي يُرى عادةً في الحالات الأكثر تقدمًا من سرطان القولون – “انخفض بشكل كبير داخل أنسجة الأورام الحميدة التي تم الحصول عليها من المرضى الذين شكلوا أيضًا أعلى مستويات من اليوروليثين أ”.
قال الباحثين “: تثبت دراستنا أن المكملات الغذائية التي تحتوي على الجوز يمكن أن تعزز مستويات اليوروليثين لدى عامة الناس لدى الأشخاص الذين لديهم الميكروبيوم الصحيح، مع تقليل العديد من العلامات الالتهابية بشكل كبير، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من السمنة.”
تعليقات الزوار ( 0 )