حمض اليوريك أو البوليك، هو ناتج فضلات يتكون بشكل طبيعي في الجسم عندما تتحلل البيورينات، وهي مركبات توجد غالبًا في الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، وفي الظروف العادية، يذوب حمض اليوريك في الدم، ثم يتم ترشيحه عن طريق الكلى وإزالته من الجسم مع البول، ولكن عندما ترتفع مستويات حمض اليوريك في الدم بشكل كبير، يؤدي ذلك إلى حالة تسمى فرط حمض يوريك الدم، والتي تسبب مشكلات صحية مثل النقرس وحصوات الكلى وحتى أمراض القلب، حسبما أفاد تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
مخاطر ارتفاع مستويات حمض اليوريك
وتُظهر الدراسة العلمية أن ارتفاع مستويات حمض اليوريك ليس مجرد مشكلة في المفاصل، بل قد يلعب أيضًا دورًا في صحة القلب والأوعية الدموية، وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2023 على 10486 مريضًا بمرض الشريان التاجي أن ارتفاع مستويات حمض اليوريك يرتبط بنتائج أسوأ في القلب والأوعية الدموية، فقد يؤدى إلى احتشاء عضلة القلب وقد يتطور الأمر لحد الوفاة، كما تناقش دور حمض اليوريك في تعزيز الإجهاد التأكسدي والالتهاب الذي يسبب مخاطر على القلب والأوعية الدموية.
مع أن حمض البوليك في الجسم ليس ضارًا دائمًا، إلا أن تراكمه وارتفاع مستوياته يُنذران بالخطر، ولا ينبغي إهمال علاجه، إليك بعض المعلومات المهمة التي تحتاج إلى معرفتها حول العلاقة بين حمض البوليك وأمراض القلب:
ارتفاع حمض البوليك يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم
تشير الدراسات إلى أن ارتفاع مستويات حمض اليوريك يمكن أن يُلحق الضرر ببطانة الأوعية الدموية ويُقلل من أكسيد النيتريك، وهو ضروري للحفاظ على مرونة الشرايين، وبالتالي، فإن ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الجسم قد يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وتصلبها، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ومع مرور الوقت، إذا تُرك ارتفاع مستويات حمض اليوريك دون علاج، فقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المزمن، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب، ولذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من فرط حمض اليوريك في الدم معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة المبكرة بارتفاع ضغط الدم، لذلك فإن الحفاظ على مستويات صحية من حمض اليوريك في الجسم من خلال تغييرات في نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يمكن أن يُساعد في تقليل هذا الخطر بشكل كبير.
ارتفاع حمض البوليك يسبب حدوث الالتهاب والإجهاد التأكسدي
يُسبب ارتفاع حمض اليوريك في الجسم أيضًا التهابًا وإجهادًا تأكسديًا، وكلاهما ضار بصحة القلب، ومع مرور الوقت، يُمكن أن يُسرع الالتهاب المزمن من تراكم اللويحات في الشرايين (تصلب الشرايين)، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفي الواقع، يعتقد بعض الباحثين أن حمض اليوريك مؤشر مستقل لأمراض القلب، حتى مع التحكم في عوامل أخرى مثل الكوليسترول.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2008 أن مستويات حمض اليوريك في المصل تُنبئ بشكل مستقل بالوفاة لدى المرضى المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد تعديل عوامل متعددة بما في ذلك الكوليسترول، حيث إن كل زيادة قدرها 1 ملج/ديسيلتر في حمض اليوريك تزيد من خطر الوفاة بنسبة 26%.
وهذا يجعل خفض مستويات حمض اليوريك المرتفعة أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة القلب على المدى الطويل.
التحكم في مستويات حمض البوليك للحفاظ على صحة القلب
في حين أظهرت الدراسات العلاقة بين ارتفاع مستويات حمض اليوريك وزيادة النوبات القلبية، إلا أن إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة وتناول الأدوية اللازمة في بعض الحالات يمكن أن يساعد في خفض مستويات حمض اليوريك وحماية القلب، كما يُعد الحفاظ على رطوبة الجسم، والحد من تناول الأطعمة الغنية بالبيورين (مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والعدس والبازلاء والفاصوليا)، والحفاظ على وزن صحي، من الطرق الفعالة لخفض مستويات حمض اليوريك.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فرط حمض اليوريك الشديد في الدم، قد يصف الأطباء أدوية مثل ألوبيورينول للحفاظ على مستويات حمض اليوريك ضمن المعدل الطبيعي، كما أن الفحوصات الطبية الدورية، بما في ذلك فحص حمض اليوريك، تُعد بمثابة إنذار مبكر للوقاية من المضاعفات طويلة الأمد، بما في ذلك أمراض القلب.
تعليقات الزوار ( 0 )