فى الساعات الأولى من صباح الجمعة، الرابع من يوليو، كان نحو 750 من الفتيات المشاركات فى مخيم صيفى على ضفة نهر نائمات فى أسرتهن، يتوقعن الاستيقاظ للمشاركة فى يوم من الاحتفالات، يشمل عروض الألعاب النارية ومشروبات غازية بجوار النهر هذا المساء، لكن بدلاً من ذلك وقعت فيضانات تكساس، التى تعد واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية فى الولايات المتحدة من عقود. وحسبما ذكرت صحيفة واشنطن، استيقظت الكثيرات على صوت الرعد وأضواء البرق، وتشبثن ببعضهن البعض فى الأسرة الضيقة. بينما نهضت أخريات فى الظلام على الصرخات وأصوات الزجاج المتحطم، فى الوقت الذى كان مرشدوهن من المراهقات يحاولن تحطيم زجاج النوافذ بالحجارة لمحاولة سحبهن من مياه فيضان نهر جوادالوبى، الذى ارتفع بشدة فى غضون دقائق.
وبينما سارعت الكثير من الفتيات فى مخيم ميستيك نحو منطقة آمنة فوق الأشجار وفوق أسطح الكبائن الخشبية، استطاع البالغون أن يروا شيئًا خاطئًا فى الكبائن التى كانت تنام فيها الفتيات الأصغر سنًا، حيث جاءت المياه من اتجاهين: الضفة الجنوبية لنهر جوادالوبى وجدول مياه قريب.
وقال كريج ألثاس، الذى عمل فى المخيم فى مقاطعة تكساس هيل على مدار 25 عامًا، إن المياه كانت تدور حول الكبائن كأنها دوامة.
وحتى الآن، بلغ عدد ضحايا الفيضانات التى اجتاحت تكساس يوم الجمعة ما لا يقل عن 78 شخصًا، بينهم 28 طفلًا، بحسب ما قالت السلطات، بينما لا يزال عشرات آخرون فى عداد المفقودين، فى واحدة من أكثر فيضانات المياه دموية فى الولايات المتحدة منذ عقود. ولا يزال الأطفال مفقودين من مخيم ميستيك المسيحى على ضفاف النهر، الذى جاءت إليه الفتيات على مدار قرب هربًا من حرارة مدنهن، يغنين معًا ويتعلمن الصيد وركوب الخيل.
وكان حاكم تكساس الجمهوري، جريج أبوت، قد قال إن عمليات الإنقاذ لا تزال مستمرة رغم تهديدات خطيرة بفيضانات أخرى. وقال أبوت إنه زار المخيم يوم الأحد، ووصف المشهد بأنه مروّع للغاية أن يرى ما خاضه الأطفال الصغار.
قالت السلطات إنها لم تكن لديها أى تلميحات تُذكر عن الأحداث الكارثية القادمة، عندما أصدرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أول تحذير لها من الفيضانات فى المنطقة الساعة 1:18 مساءً يوم الخميس. لم تكن المناطق الواقعة على طول النهر فى مقاطعة كير مكتظة بالمخيمين فى حوالى 18 مخيمًا صيفيًا فحسب، بل كانت مكتظة أيضًا بالآلاف الذين يحتفلون بالعطلة فى الخيام والأكواخ، بعضها كان مملوكًا لعائلات تكساس منذ أجيال.
حذّرت هيئة الأرصاد الجوية من احتمال هطول أمطار غزيرة تتراوح بين 2.5 و5 سم، مع “احتمالية أقل لحدوث فيضان أكبر بكثير خلال الليل”.
لكن خبراء الأرصاد الجوية يقولون إن الظروف الجوية الاستثنائية كانت ضدهم. أرسلت الظروف الجوية سحبًا من الرطوبة من خليج المكسيك إلى عمق تكساس – وهى منطقة معرضة للفيضانات لدرجة أنها تُسمى “زقاق الفيضانات المفاجئة” – وهو نظام توقف بعد ذلك وألقى فى النهاية بمستويات كارثية من الأمطار على نفس المنطقة فى غضون ساعات.
تعليقات الزوار ( 0 )