نيوز برو : لوبوان: نتنياهو “المعزول” يقامر بكل ما يملك فى قطاع غزة

رأت مجلة لوبوان الفرنسية الأسبوعية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يواجه مجددا عزلة تغريه بالمقامرة بكل ما يملك فى قطاع غزة.

وقالت المجلةـ في مقال لكاتبها “جوليان بايرون”، نشرته، اليوم الأربعاء، إنه مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة في 25 يونيو الماضي لينهي حربا استمرت اثني عشر يوما، بدا أن نتنياهو قد استعاد مكانته كقائد أعلى؛ مشيرة إلى أن نجاح حملة القصف على المنشآت النووية الإيرانية منح نتنياهو أكثر من مجرد استراحة: فقد سمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بإعادة توحيد ائتلافه والحد من قدرة خصومه على التسبب بالأذى وقد غمر البعض هذا النجاح بالأمل في أن يستغله لتنفيذ خطة لإنهاء الأزمة فى غزة إلا أنه بعد ثلاثين يوما، يشعر مؤيدو الحل التفاوضي بخيبة أمل، أما بالنسبة لرأس مال نتنياهو السياسي، فيبدو أنه قد تبخر جزئيا.

وأشار الكاتب إلى أنه بينما يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإعلان عن سيطرة كاملة على قطاع غزة، فاتحا بذلك مرحلة جديدة متفجرة في الشرق الأوسط، يتعرض لضغوط .. واستشهد بتقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “إيال زامير” تصدى له وأعرب عن معارضته لخططه التوسعية. وبحسب المصادر نفسها، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا: “إذا لم يوافق، فيستطيع تقديم استقالته”.

وفي الرأي العام الإسرائيلي، وبينما لا يزال حزب نتنياهو يتمتع بتأييد قوي في استطلاعات الرأي، وصلت معارضة الحرب إلى مستوى غير مسبوق إذ أظهر استطلاع حديث أجرته القناة “12” أن 67% من المشاركين يعتقدون أن سياسات الحكومة لا تعكس إرادتهم. وفيما يتعلق بالرهائن والحرب في غزة، يرى 62% من المشاركين أن على الحكومة اقتراح اتفاق شامل لضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين في قطاع غزة. وأيد 28% فقط تكثيف العملية العسكرية والاحتلال الكامل للقطاع الفلسطيني.

وبعد أن خفت حدة الاحتجاجات مؤقتا، تستعيد الحركة الاحتجاجية زخمها داخل المجتمع المدني والقضاء والمؤسسة السياسية والجيش، لدرجة أنها امتدت إلى أجهزة الاستخبارات.

ونشر الرئيسان السابقان لجهاز الأمن الداخلي (شاباك) والموساد، مقطع فيديو الاثنين الماضى، يدعوان فيه إلى إنهاء الحرب وأعربا، بتعبيرات قاتمة، عن قلقهما من استمرار الزعيم السياسي للبلاد في صراع يهدد “أمن إسرائيل وهويتها”.

وأعادت الصور التي نشرت قبل يومين لشابين إسرائيليين محتجزين بغزة قضية الرهائن إلى الواجهة. وأثارت وجوه إيفياتار ديفيد (24 عاما) وروم براسلافسكي (21 عاما) الهزيلة، وهما يتضوران جوعا ويتعرضان لسوء معاملة، موجة من الصدمة في جميع أنحاء البلاد. وموجة من المشاعر لم تشهدها البلاد منذ أسابيع، وفقا لـ”إيمانويل إلباز فيلبس”، مراسلة صحيفة “لوبوان” في إسرائيل.

وعرضت مقتطفات من هذه الفيديوهات، الثلاثاء الماضي، على شاشات عملاقة في ساحة “تايمز سكوير” بمانهاتن وقد مولت القنصلية الإسرائيلية في نيويورك هذه العملية في محاولة لإعادة حشد الغربيين خلف إسرائيل.

ولأن هامش المناورة لنتنياهو على الصعيد الدولي أيضا قد تقلص بعد نجاح الغارات على إيران وتزايد الضغط منذ أن أعلنت فرنسا والمملكة المتحدة وكندا عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الحليف الأمريكي، على الرغم من أنه لا يزال داعما رئيسيا، لا سيما فيما يتعلق بتوفير المعدات العسكرية، يظهر علامات ضعف. فقد ناقض الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لأول مرة، شريكه الإسرائيلي برد فعله على صور توزيع المساعدات الإنسانية في غزة. وصرح في 28 يوليو الماضي: “يبدو هؤلاء الأطفال جائعين جدا، هذه مجاعة حقيقية. أراها، ولا يمكن تزييفها”. وتظهر هذه الكلمات علنا، ولأول مرة، تباعدا.

وتتهم “مارجوري تايلور غرين”، إحدى الشخصيات البارزة في حركة “ماجا”، إسرائيل الآن بارتكاب إبادة جماعية. أما الديمقراطيون، فرغم أنهم لا يزالون في وضع سيء، إلا أنهم أيضا يصدرون تصريحات سلبية عن السياسة الإسرائيلية. وفي نهاية شهر يوليو الماضي، عارض 27 ديمقراطيا في مجلس الشيوخ نقل الأسلحة إلى إسرائيل. وفي تصويت مماثل قبل ثلاثة أشهر، لم يتجاوز عدد المعارضين 15.

وترامب، “صانع السلام” الذي يطمح لإضافة الشرق الأوسط إلى خزانة جوائزه الدبلوماسية، بعد إفريقيا (اتفاقية جمهورية الكونغو الديمقراطية مع حركة إم 23) وآسيا (اتفاقية الهند الباكستانية واتفاقية تايلاند وبورما)- لا يزال يدعم استراتيجية نتنياهو الحربية.. ولكن الآن وقد شارفت المهلة التي حددها لروسيا في أوكرانيا على الانتهاء، قد يميل إلى زيادة الضغط على نتنياهو.