بعض الناس يميلون دائمًا إلى رؤية الجانب المؤلم من كل شىء، بينما تحمل الحياة وجهين فى كل حدث؛ جانبًا مشرقًا يمنح الأمل، وآخر مظلمًا يثقل القلب، ومع ذلك، يختار البعض، بوعى أو دون وعى، التوقف عند الحزن وحده، وكأن أرواحهم مشدودة دومًا إليه، فهل هذا الميل الغريزى إلى الحزن قدر لا مفر منه؟ أم أنه عادة يمكن التحرر منها وإعادة تدريب عقولنا على التقاط النور بدلًا من الغيم؟
فى حديثه لـ”اليوم السابع”، يوضح الاستشارى النفسى محمد عبد الوهاب أن بعض الأشخاص يملكون ميلًا فطريًا أو مكتسبًا للحزن حتى فى غياب الأسباب المباشرة، فقد ينشأ المرء فى بيئة يسيطر عليها التذمر والشكوى، أو يتعرض فى طفولته لصدمات تترك أثرًا عميقًا فى داخله، فيتعلم، دون وعى، أن يرى الحياة من نافذة مظلمة، والعقل البشرى، بطبيعته، يميل إلى تذكر التجارب السلبية أكثر من الإيجابية، وكأنه يحتفظ بها كسلاح دفاعي ضد المجهول. ومع مرور الوقت، يتحول هذا الميل إلى عدسة دائمة لإدراك العالم، فنرى الغيوم حتى في أكثر الأيام صفاءً.

الشعور الغريزي بالحزن
كيفية التحرر من الميل الغريزى إلى الحزن
يقول الاستشاري النفسي إن علم النفس الحديث وعلم الأعصاب يثبتان أن المشاعر ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي مسارات عصبية تزداد قوة مع التكرار، فحين نسمح لأنفسنا بالغرق المتكرر فى الحزن، ونعيد تغذية عقولنا بالصور السلبية، يصبح الحزن طريقًا أسرع من البحث عن الفرح، لكن المدهش أن الدماغ يمتلك قدرة على إعادة تشكيل نفسه، تعرف بالمرونة العصبية، مما يتيح لنا فرصة بناء مسارات جديدة تقود إلى التفاؤل والراحة النفسية.

الشعور بالحزن
كيفية التحرر من الميل الغريزي للحزن
ويضيف أن التحرر من هذا الميل يحتاج إلى وعي وممارسة يومية؛ تبدأ بالتقاط اللحظة قبل الانزلاق إلى الحزن بلا سبب، وطرح سؤال بسيط على النفس: هل هذا انعكاس لواقع حقيقي أم عادة ذهنية؟، مع تدوين ما نشعر بالامتنان لوجوده في حياتنا، مهما كان بسيطًا. كما ينصح بالابتعاد عن الأشخاص أو المصادر التي تغذي السلبية، والاقتراب من بيئة تبث الأمل، إلى جانب تحريك الجسد باستمرار لأن النشاط البدني ينشط كيمياء السعادة في الدماغ.

مشاعر الحزن
التعامل مع الشعور بالحزن المتكرر
تعليقات الزوار ( 0 )