أثار صانع المحتوى الفرنسي الشهير، أليكس هيتشنز، جدلاً واسعًا بعد انسحابه المفاجئ من جلسة استماع برلمانية كانت تبحث في التأثير النفسي لتطبيق “تيك توك” على المراهقين، وهو ما قد يعرضه لعقوبة السجن لمدة تصل إلى عامين وغرامة مالية قدرها 7500 يورو، بموجب القوانين المنظمة للجان التحقيق في فرنسا.
وخلال جلسة استماع عبر الفيديو جرت الثلاثاء، تبادل هيتشنز الاتهامات مع رئيس اللجنة البرلمانية آرثر ديلابورت، النائب عن الحزب الاشتراكي، قبل أن ينهي المكالمة بشكل مفاجئ قائلًا “مع السلامة يا سيدي، أتمنى لك يومًا سعيدًا”، ثم أغلق الهاتف، مما دفع رئيس اللجنة إلى تعليق الجلسة عند الساعة 4:24 مساءً.
وأكد ديلابورت لاحقًا أن ما حدث “انتهاك غير مسبوق”، مشيرًا إلى أن اللجنة تدرس اتخاذ إجراءات قانونية بحق المؤثر، والذي يعرف بتقديم محتوى حول “الخطابة الذكورية” والتدريب على الإغواء، ويتابعه أكثر من 650 ألف شخص على منصة تيك توك.
هيتشنز، واسمه الحقيقي إسحاق مايمبو، نشر لاحقًا على موقعه الإلكتروني منشورًا ساخرًا كتب فيه” ظنوا أنهم يوقعونني في فخ، فتلقوا درسًا مجانيًا في البلاغة والقانون والرد السريع… لقد حولت جلستهم إلى مناظرة في كلية إدارة أعمال!”
لكن النواب لم يشاركوه هذا الرأي، وأكد ديلابورت أن حضوره كان إلزاميًا، وفقًا لقانون نوفمبر 1958، الذي يلزم الشهود بالامتثال للاستدعاءات الرسمية الصادرة عن لجان التحقيق، ويعاقب من يرفض الحضور أو الإدلاء بالشهادة بالحبس والغرامة.
وكانت الجلسة قد توترت بعدما استجوبه النواب بشأن تصريحات نسبت له عن النساء، منها قوله إن “المرأة لا يحق لها التواجد في الشارع بعد العاشرة مساءً”، وهي تصريحات وصفها البرلمانيون بـ”غير المقبولة”، فيما اتهمهم هيتشنز بـاقتطاع كلامه من سياقه و”تشويهه” عمدًا.
اللجنة البرلمانية كانت قد استمعت أيضًا في اليوم نفسه إلى عدد من المؤثرين مثيري الجدل، من بينهم نجوم واقع سابقون، في إطار تحقيق موسع حول المحتوى الضار والمضلل على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال ديلابورت: “نحن في بيئة خطيرة ويجب أن نكون جادين، وهناك حدود لحرية التعبير، ولا يمكن لمَن يسعون وراء الشهرة تجاهل قواعد الاحترام واللياقة”.
تعليقات الزوار ( 0 )