الملح يُعتبر من أقدم المواد التي استخدمها الإنسان، ليس فقط في الطهي، بل في الحفظ والعلاج وحتى الطقوس القديمة، ورغم مظهره البسيط، فهو يحمل تأثيرات قوية على الجسم، ولكن مع أهمية ذلك تأتي المسئولية. الاستخدام الذكي والمتوازن هو مفتاح الاستفادة من فوائده وتجنب مخاطره. فبدلاً من الاستغناء عنه تمامًا أو الإفراط فيه، يبقى الحل دائمًا في الاعتدال والوعي بما نستهلك.هذا ما أكده تقرير نشر فى موقع Al Paso food
فوائد الملح
يحتاج الجسم إلى الصوديوم الموجود في الملح ليقوم بوظائفه الحيوية؛ فهو يساهم في تنظيم توازن السوائل، ويُمكّن الخلايا العصبية من إرسال الإشارات، كما يلعب دورًا في تقلص العضلات. لكن مع هذا، فإن خطورة الملح لا تكمن في كونه ضارًا، بل في الإفراط غير المرئي في تناوله، خصوصًا مع انتشار الأطعمة الجاهزة والمعلبة.
استخدامات متعددة وفوائد متنوعة
إلى جانب كونه مكونًا أساسيًا في تحضير الطعام، يمتلك الملح خصائص تجعله مفيدًا في مجالات متعددة. في مجال الصحة، يستخدمه البعض في الغرغرة لتخفيف التهابات الحلق، أو في حمامات دافئة لتقليل توتر العضلات. أما في التجميل، فيدخل في وصفات تقشير الجلد، وتفتيح المسام، ومعالجة آثار لدغات الحشرات.
ويستخدم الملح أيضًا كحل عملي داخل المنزل: فهو فعال في تنظيف الأواني، وإزالة البقع العنيدة من القماش، بل وحتى في طرد الرطوبة من زوايا الغرف. هذه الاستخدامات تجعله مكونًا فريدًا يستحق التقدير، ولكن بشروط واضحة.
أنواع متعددة
ليس كل الملح واحدًا. فهناك ملح البحر، وملح الصخور، والملح الوردي، و”زهرة الملح” الذي يُعتبر من أرقى الأنواع. تختلف هذه الأنواع في النكهة، والمحتوى المعدني، وحتى في طرق معالجتها. اختيار النوع الأنسب لا يتعلق فقط بالطعم، بل أيضًا بالاحتياجات الصحية للفرد. فمثلًا، الملح المعالج باليود ضروري في مناطق ينقص فيها هذا العنصر في النظام الغذائي.
ماذا يقول الأطباء؟
الخبراء يوصون بعدم تجاوز خمسة جرامات من الملح يوميًا – أي ما يعادل ملعقة صغيرة تقريبًا. هذه الكمية تشمل كل أشكال الملح التي تدخل الجسم، سواء كانت مضافة إلى الطعام أو مخفية داخل المنتجات الصناعية. وتكمن المشكلة في “الملح الخفي”، الذي نتناوله دون وعي داخل الخبز، الصلصات الجاهزة، الجبن، والمعلبات.
تقليل الملح دون التضحية بالنكهة
التحكم في استهلاك الملح لا يعني تناول طعام بلا طعم. يمكن استخدام الأعشاب والتوابل مثل الريحان، الكركم، الزعتر، والثوم لإضفاء نكهات غنية. كما يُفضل الطهي في المنزل بدل الاعتماد على الوجبات السريعة، ومراجعة ملصقات المكونات للتعرف على محتوى الصوديوم.
تعليقات الزوار ( 0 )