تمثل صعوبات التعلم تحديًا حقيقيًا يواجه العديد من الأطفال، تظهر هذه المشكلة بشكل أوضح مع بدء الدراسة، وزيادة الضغوط الدراسية على الطفل، فهي ليست مرتبطة بمستوى الذكاء وإنما ترتبط بآليات معالجة الدماغ للمعلومات، قد يواجه الطفل مشقة في القراءة أو الكتابة أو الحساب أو حتى في التذكر والتركيز، رغم أنه يتمتع بقدرات معرفية طبيعية أو أعلى من أقرانه، هذه الفجوة بين الإمكانات الفعلية والإنجاز الأكاديمي المتوقع تؤدي غالبًا إلى الإحباط وفقدان الثقة بالنفس.
وفقا لتقرير نشر في موقع Verywell Mind، فإن صعوبات التعلم تُصنّف كاضطرابات نمائية عصبية تستمر مدى الحياة. وهي تشمل أنواعًا متعددة مثل عسر القراءة، عسر الكتابة، عسر الحساب، واضطرابات المعالجة السمعية والبصرية. ويشير التقرير أيضًا إلى أن نسبة الإصابة بها تتراوح بين 8% إلى 10% من الأطفال، ما يجعلها مشكلة شائعة تتطلب اهتمامًا خاصًا.
صعوبات التعلم بداية رحلة تحتاج إلى تفهم وصبر. عندما يحصل الطفل على الدعم المناسب، يمكنه أن يحقق نجاحًا باهرًا في مجالات متعددة، ويثبت أن الذكاء لا يُقاس بدرجات الامتحانات فقط.
أنواع صعوبات التعلم
هناك عدة أنماط رئيسية لهذه الصعوبات:
عسر القراءة: صعوبة في التعامل مع الكلمات، سواء نطقها أو فهمها أو تهجئتها.
عسر الكتابة: يتجلى في مشكلات التهجئة وتنظيم الأفكار وصعوبات في خط اليد.
عسر الحساب: ضعف في فهم الأرقام والمفاهيم الرياضية، ما يؤدي إلى ارتباك في الحساب.
اضطراب المعالجة السمعية: عجز عن التمييز بين الأصوات أو تتبع التعليمات الصوتية.
اضطرابات إدراكية بصرية: صعوبة في التنسيق بين العين واليد أو في تفسير الرموز البصرية.
هذه الأنواع قد تظهر منفردة أو مجتمعة، مما يزيد من التحديات الأكاديمية والاجتماعية للطفل.
علامات تظهر على الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم
توجد إشارات مبكرة تساعد الأهل على ملاحظة المشكلة:
تأخر في الكلام أو صعوبة نطق الكلمات.
ضعف في الذاكرة قصيرة المدى.
الميل إلى عكس الحروف أو الأرقام عند الكتابة.
صعوبة في تمييز الاتجاهات (يمين/يسار).
أداء غير ثابت في الاختبارات أو الواجبات.
مشاكل في التنظيم أو اتباع التعليمات.
كيف تتصرف الأم وما عليها فعله؟
على الأم أن تتحلى بالصبر والفهم. فبدلًا من لوم الطفل، يجب تقديم دعم أسري مستمر. من الخطوات الأساسية:
1. متابعة الأداء المدرسي بانتظام والتواصل مع المعلمين.
2. طلب تقييم نفسي-تربوي للتأكد من التشخيص.
3. تشجيع الطفل على تنمية مهاراته الأخرى مثل الفن أو الرياضة.
4. توفير بيئة هادئة تساعده على التركيز.
5. اللجوء إلى مختصين في حال الحاجة إلى جلسات علاجية.
أسباب صعوبات التعلم
الأبحاث تشير إلى أن هذه الصعوبات قد تنشأ نتيجة:
عوامل وراثية تؤثر في نمو الدماغ.
مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة.
التهابات أو إصابات دماغية في الطفولة المبكرة.
مشكلات في الجهاز العصبي المركزي تؤدي إلى اضطرابات إدراكية.
التشخيص
التشخيص يعتمد على مجموعة من الأدوات:
اختبارات تحصيل أكاديمي تقيس مهارات القراءة والحساب.
تقييم القدرات المعرفية ومعدل الذكاء.
مراجعة التاريخ الطبي للطفل والعائلة.
فحوص عصبية تستبعد أمراضًا أخرى.
التغلب على صعوبات التعلم عند الأطفال وعلاجها
رغم أنها لا تُعالج نهائيًا، إلا أن التدخل المبكر يحقق نتائج إيجابية:
التعليم الخاص: برامج موجهة تراعي الفروق الفردية وتبني على نقاط القوة.
العلاج النفسي: لتقليل القلق وتعزيز الثقة بالنفس.
علاج النطق واللغة: لتحسين مهارات لغوية متأخرة.
الأدوية: قد توصف للحالات المصاحبة مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
المساندة الأسرية: تشجيع دائم وحب غير مشروط يساعد الطفل على التكيف.
تعليقات الزوار ( 0 )