يسعى كل طالب علم للحصول على شهادته والعمل بها، خاصة إذا كان مجال دراسته في شيء شغوف به ويحبه، فأحدى الكليات التي تتطلب هذا العشق هي كلية الفنون الجميلة، التي لا يلتحق بها سوى الفنانين بالفطرة، والذين يعملون على أثقال مواهبهم بالدراسة والعلم والتفاني في العمل من خلال مشروع تخرجهم، هذا ما فعلته أميمة عبد العظيم صاحبة الـ 23 عاماً، والتي تخرجت فى كلية فنون جميلة قسم جرافيك شعبة الرسوم المتحركة وفنون الكتاب، والتي استلهمت مشروع تخرجها من رواية الأيام للأديب طه حسين
أميمة عبد العظيم
مشروع تخرج عن رواية الأيام لطه حسين ..وجع الطفل الذي لم يُحتَضن
قالت أميمة في حديثها لـ “اليوم السابع”:” أن مشروع تخرجها كان عبارة عن تحويل الرواية إلى لغة بصرية لإعادتها بشكل حديث من خلال كتاب مصور بدأته باستخدام ألوان الجواش، ثم أعادت رسمه بالكامل عن طريق تقنية الديچيتال”.
رواية الايام
وتابعت:” أن المشروع لم يكن عن قصة طه حسين فقط بل هو عن كل طفل شعر بالألم والوجع نتيجة ظروفه الخاصة، وكل شخص أحتاج أن يسمع كلمة طيبة من عائلته وكان يحتاج لإهتمام منهم ولم يجده”.
وأضافت: “الهدف لم يكن تعرف الناس الرواية لأن الجميع يعرفها، الهدف كان إنهم يشعروا بها وبتفاصيلها خاصة الجيل الجديد واخترت مشاهد من طفولة طه حسين مثل لحظة عدم تحمله ألم قطرة العين التي تسببت له في العمى، ووصف العالم الذى لم يراه، وصوت الشيخ الذى قال له “اسكت يا أعمى” لحظات كلها فيها قسوة، وحدة، وخذلان “.
رواية الأيام
تفاصيل رواية الأيام بها الكثير من العبر
وأضافت أن المشروع والقصة بأكملها بها نور وأمل، خاصة عندما قابل طه الشيخ الذي آمن به، والذي أحبّه وعلّمه، وأيضاً عندما دخلت سوزان حياته، وأصبحت الحب والسند، كانت رحلته من العتمة للنور، تشبه رحلة كل شخص فى حياته بإختلاف التفاصيل.
سوزان وطه حسين
فكرة تحويل رواية الأيام لمشروع تخرج
وقالت عن فكرة تحويل الرواية لمشروع تخرج: “الفكرة لم تكن محض الصدفة هي كانت ألم بداخلى منذ زمن، ليس بالضرورة نفس ألم طه حسين، لكن هو نفس الشعور، إحساس إنك مش مفهوم، أو موجوع، أو لوحدك او أتخذلت”، وأضافت :”أنها عندما قرأت “الأيام”، كانت تشعر أنها لا تقرأ قصة طه حسين، بل إنها تقرأ حياتها: “قولت في نفسي هو إحنا مش كلنا عدّينا بلحظة حسينا فيها إننا مش متشافين ولا مسموعين؟”.
طه حسين
وعن إلتحاقها بكلية الفنون الجميلة قالت إنها بدأت رحلتها الجامعية في كلية آداب جامعة عين شمس، وقضت فيها عام كامل، وكانت طوال هذا العام تشعر إن المكان ليس مكانها، وإن بداخلها شيء آخر تود عمله ودراسته حيث قالت: “لم أجد نفسي وسط مجتمع الكليات النظرية، وبدأت أشعر بإني كل يوم “بضيع نفسي شوية””، وأردفت: “طلبت من عائلتى أحوّل لكلية فنون جميلة، لكنهم رفضوا، يمكن خوفًا من أهدر سنوات عمرى، يمكن مش مستوعبين الحلم، لا أعلم”.
مشروع تخرج رواية الأيام
وتابعت أنها قررت العمل لكي تحقق حلمها، خاصة وأنها كانت في حاجة إلى أموال للتحويل لكلية الفنون الجميلة: “فضلت أعمل حتى استطعت أجمع المبلغ الذى احتاج بالظبط للتحويل لفنون جميلة، وعندما تم قبولى بلغت عائلتى” وأضافت: “عندي حلم حقيقي، ومؤمنة بإن الفن ليس “هواية” فقط، بل طريقة تساعدنى على العيش وفهم العالم”.
مشروع تخرج
تعليقات الزوار ( 0 )