مسرح الفنون فى شينجيانج
لا شك أن الصين حضارة عريقة ازدهرت عبر العصور، ولعل أكثر ما يميزها الآن هو سعيها الدائم للحاق بركب التطور الإنسانى ولكن بالتوازي مع الحفاظ على أصالة وتميز إرثها الثقافي. ومن بين أثمن تراثاتها، الموسيقى.
جانب من الاستعراض
وفى زيارة صحفية لمجموعة من الصحفيين الدوليين لمقاطعة شينجيانج فى شمال غرب الصين، أطلعت “اليوم السابع” على تراث ثقافى وطنى صيني ذو مذاق مختلف، فهو لا يمثل تقليدا عريقا لإبداع شعب الإيجور المسلم فحسب، بل يعد فنا موسيقيا آسرا مدرجا من قبل اليونسكو كتراثٍ ثقافيٍّ غير ماديٍّ للبشرية. وهو مقام الأيجور.
وفى زيارة لمسرح شينجيانج للفنون، قال المرشد لوفد الصحفيين إن بطل الحفاظ على هذا النوع الفريد من الموسيقى والمنتشر فى 19 دولة حول العالم، كان الموسيقى، توردى أخون الذى ولد في عائلة ذات تاريخ موسيقي عريق، وكان قادرًا على أداء موسيقاه من الذاكرة ، حتى في السبعينيات من عمره. وقبل وفاته، حرص على تسجيل 12 مقامًا يتم عزفهم وتدرسيهم حتى الآن ، واعتُبر رائدًا في هذا النوع الموسيقي.
جانب من العرض
ويُعتبر المقام الأيجوري، الذي يعني “الموسيقى الكلاسيكية”، مزيجًا متقنًا من الموسيقى والرقص والشعر. ويمثل أحد أثمن التقاليد الثقافية في الصين.
وتعود أصول المقام الأيجوري إلى أكثر من ألف عام، متأثرةً بالتبادلات الثقافية على طول طريق الحرير القديم. وتشير السجلات التاريخية إلى أن أشكاله الموسيقية المبكرة تعود إلى عام 123 قبل الميلاد، أي منذ أكثر من 2100 عام.
رقصات العرض
وفي عام 2005، أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ضمن روائع التراث الشفهي وغير المادي للبشرية.
ويمكن أن تستمر كل مجموعة في المقامات الاثني عشر لأكثر من ساعتين. وتمتد معًا لما يقرب من 24 ساعة من الأداء.
وتجمع هذه المجموعات بين المقدمات الموسيقية المنظمة، والسرديات المُغنّاة، والرقصات الجماعية المفعمة بالحيوية. ويستخدم المؤدون آلات موسيقية مثل الساتار (الكمان المسنن)، والتشانغ (القانون)، والداب.
عرض المقام
وتتميز الموسيقى بتغيرات إيقاعية، تتضمن أرباع نغمات وسلالم موسيقية إقليمية نادرة الوجود في التقاليد الغربية.
وتستمد كلمات الأغاني من الشعر الأويجوري القديم، وقصص الحب، والتعاليم الروحية، والحكمة الشعبية. ورغم من الاختلافات الأسلوبية، تحافظ جميع أنواع المقامات على ارتباطها بالهوية الأيجورية.
فن المقام
وخلال الزيارة، شاهد الوفد عرضا موسيقيا راقصا مفعما بالحياة فى مسرح شينجيانج للفنون، يسرد قصة حب تقليدية معروفة بين مدرس وطالبته. ويتم مزج الموسيقى التقليدية بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، كما يتم الاستعانة بشاشات عرض تستعرض تفاصيل قصة الاستعراض.
ويستضيف هذا المسرح بانتظام عروضًا لراقصين من دولة مختلفة تقع كذلك على طريق الحربر، مثل كازاخستان وأوزبكستان مما يُظهر ثراء التعاون الثقافي الدولي.
تعليقات الزوار ( 0 )