تُعتبر الكوابيس الليلية من التجارب المقلقة التي قد تُربك الأهل وتُثير خوفهم، خصوصًا عندما يستيقظ الطفل وهو يصرخ أو يتحرك بعنف بينما يبدو غير واعٍ بما يحدث. ورغم أن هذه الظاهرة لا تُشكل خطرًا مباشرًا على حياة الطفل، فإن تكرارها يطرح تساؤلات مهمة حول صحتهم الجسدية والنفسية.
ما المقصود بالكوابيس الليلية؟
وفقا لتقرير نشر في موقع Ascensus Health فالكوابيس الليلية أو ما يُعرف بالرعب الليلى هي اضطراب في النوم يحدث عادة في الساعات الأولى من الليل، أي خلال مراحل النوم العميق. الطفل فى هذه اللحظة يظل نائمًا فى الغالب، لكنه قد يُصدر صرخات أو يقوم بحركات لا إرادية كالجري أو الضرب. الفارق الأساسي بينها وبين الكوابيس العادية أن الطفل لا يتذكر تفاصيل ما حدث عند الاستيقاظ.
الكوابيس الليلية ليست مرضًا قائمًا بذاته بقدر ما هي مؤشر على تفاعل الجهاز العصبي مع عوامل مختلفة، سواء كانت إرهاقًا أو ضغوطًا نفسية أو مشكلات صحية. ووعي الأهل بكيفية التعامل معها يساعد على تخفيف حدتها وتقليل آثارها السلبية.
أوضح التقرير أن هذه النوبات ترتبط بزيادة نشاط الجهاز العصبي أثناء الانتقال من مرحلة النوم العميق إلى المراحل الأخف. وأشار أيضًا إلى أن الفئة الأكثر عرضة هي الأطفال من عمر ٣ إلى ٦ سنوات، مع احتمالية استمرارها حتى سن المراهقة في بعض الحالات.
الأعراض الأكثر شيوعًا
من أبرز العلامات التي تُصاحب الكوابيس الليلية:
الصراخ الشديد أو البكاء دون سبب ظاهر.
الجلوس المفاجئ فى السرير.
الحركات العنيفة مثل الركل أو الضرب.
تسارع ضربات القلب والتنفس.
التعرق الشديد وشد العضلات.
مظهر مُرتبك مع اتساع حدقة العين.
هذه المظاهر قد تكون مرهقة للأهل، لكنها غالبًا لا تُؤذي الطفل بشكل مباشر.
الأسباب والعوامل المؤثرة
وفي السياق ذاته اوضح الدكتور امجد العجرودي استشاري النفسيه بالمجلس الاقليمي للصحه النفسيه، ان الأسباب وراء الكوابيس الليلية عند الطفل كثيرة ومن أبرزها:
اضطرابات النوم الشائعة
اية أفكار سلبية يمر بها الطفل لاي سبب من الأسباب في المدرسة أو في البيت
الحرمان من النوم أو الإرهاق الجسدي.
أي مشكله نفسية أو اجتماعية قد تؤثر على نفسية الطفل
الأطفال شديدى الحساسية قد يكونون عرضة لها
التاريخ العائلي لاضطرابات النوم.
الحُمّى أو بعض الأمراض المزمنة.
الضغوط النفسية مثل القلق أو الخوف.
تناول بعض الأطفال لبعض الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي، لمشكلات نفسيه أو عصبيه، أو فرط الحركه أو غيرها
نصائح لتقليل الكوابيس الليلية عند الأطفال
بعض النصائح يقدمها الدكتور أمجد، للسيطرة على الكوابيس الليلية عند الأطفال:
توفير جو هادئ قبل النوم
حاول أن تكون الفترة التي تسبق النوم مريحة، مثل قراءة قصة بسيطة أو تشغيل موسيقى هادئة، لتخفيف التوتر.
تجنب مشاهدة المحتوى المخيف
الأفلام، أو الألعاب التي تحتوي على أصوات وصور مزعجة قبل النوم قد تزيد من احتمالية الكوابيس.
الالتزام بروتين ثابت للنوم
تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ يجعل الطفل يشعر بالأمان ويساعد دماغه على الاستقرار.
التأكد من راحة مكان النوم
غرفة مظلمة بشكل معتدل، ودرجة حرارة مناسبة، وفراش مريح تساعد الطفل على نوم أعمق.
الحديث مع الطفل عن مخاوفه
إعطاء الفرصة للطفل ليحكي ما يخيفه خلال النهار، يساعده على التخلص من القلق قبل النوم.
تشجيع النشاط البدني نهارًا
اللعب والحركة خلال اليوم تساعد على تفريغ الطاقة الزائدة، فيكون نومه أعمق وأهدأ.
استخدام ضوء ليلي خافت
بعض الأطفال ينامون براحة أكبر إذا كان هناك ضوء بسيط في الغرفة.
الابتعاد عن الوجبات الثقيلة قبل النوم
تناول طعام دسم أو سكريات قبل النوم قد يسبب اضطراب النوم وزيادة الأحلام المزعجة.
طمأنة الطفل عند الاستيقاظ
إذا استيقظ بسبب كابوس، احضنه وطمئنه حتى يعود للشعور بالأمان.
روتين مهدئ قبل النوم
مثل قراءة قصة قصيرة أو ممارسة تمارين استرخاء بسيطة.
علاج الأمراض المصاحبة
إذا كان هناك اضطراب مثل انقطاع النفس أثناء النوم، يجب معالجته مباشرة
هل تمثل الكوابيس الليلية خطورة؟
من الناحية الطبية، غالبًا لا تُعد خطيرة بحد ذاتها، لكنها قد تُشير إلى وجود مشكلة أعمق إذا تكررت بشكل يومي أو أثرت على جودة نوم الطفل وحياته اليومية. كما أن تحركات الطفل أثناء النوبة قد تُسبب له إصابة جسدية، ما يستدعي تأمين غرفة نومه لتقليل المخاطر. هنا يمكن زيارة الطبيب النفسي الخاص بالأطفال
تعليقات الزوار ( 0 )