دخلت اليابان فى أزمة غير مسبوقة بعد تسجيل أرقام قياسية فى عدد القتلى والجرحى بسبب هجمات الدببة خلال عام 2025 ، فى ظاهرة تهدد الأمن البيئى والاجتماعى فى البلاد.
ووفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينة فقد أكدت السلطات اليابانية وقوع حادثين جديدين في مناطق مختلفة من البلاد، أسفرا عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، لترتفع بذلك الحصيلة السنوية إلى أعلى مستوى في تاريخ البلاد
بحسب الشرطة المحلية، هاجم دب أربعة أشخاص في شمال البلاد، ما أدى إلى وفاة أحدهم وإصابة الآخرين بجروح متفاوتة، بينما تعرضت امرأة في السبعين من عمرها لهجوم مماثل في منطقة توياما بوسط اليابان.
وأشارت بيانات وزارة البيئة اليابانية إلى أن عدد الوفيات هذا العام تجاوز تسع حالات، وهو رقم غير مسبوق مقارنة بالحد الأقصى المسجل سابقًا وهو ست حالات فقط.
ويرى الخبراء أن هذه الموجة الدامية من هجمات الدببة تعود إلى عدة أسباب متشابكة، أبرزها تأثير التغير المناخى الذي تسبب في اضطراب دورة السبات الشتوي ونقص مصادر الغذاء الطبيعية، ما دفع الدببة إلى التوغل نحو المناطق السكنية بحثًا عن الطعام.
كما ساهم الانكماش السكاني في الأرياف اليابانية في تفاقم الأزمة، إذ تركت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية مهجورة، ما أتاح للحيوانات البرية توسيع نطاق نشاطها.
وقال عالم الأحياء كوجي يامازاكي من جامعة الزراعة في طوكيو، إن الانخفاض الكبير في أعداد البشر في القرى الريفية أتاح للدببة فرصة نادرة لاستعادة موائلها القديمة والاقتراب من التجمعات البشرية.
ولم تعد هذه الحوادث محصورة في الغابات أو الجبال، إذ رُصدت دببة تقتحم متاجر وسوبرماركت وتهاجم سياحًا وتقترب من المدارس والحدائق فى المدن الكبرى. ففي أحد الحوادث الأخيرة، اقتحم دب يبلغ طوله أكثر من متر ونصف متجرًا مزدحمًا، ما أدى إلى إصابة رجلين بجروح وإثارة حالة من الذعر بين المتسوقين.
وتعيش اليابان مع نوعين من الدببة: الدب الأسود الآسيوي والدب البني الذي ينتشر في جزيرة هوكايدو الشمالية، حيث تُسجل معظم الهجمات.
أمام تصاعد الخطر، أعلن وزير البيئة الجديد هيروتاكا إيشيهارا أن الحكومة ستتخذ إجراءات عاجلة، مؤكدًا أن “الوضع يمثل مشكلة خطيرة تتطلب استجابة وطنية سريعة.
وأوضح الوزير أن السلطات تعتزم زيادة أعداد الصيادين الحكوميين وتدريبهم، إلى جانب تعزيز برامج إدارة أعداد الدببة لحماية القرى والمناطق السكنية الواقعة على أطراف الغابات.
وأعلنت الحكومة أيضًا نيتها تحسين أنظمة الإنذار المبكر والتوعية العامة، خصوصًا في المناطق التي تشهد تراجعًا سكانيًا وتوسعًا غير منضبط للحياة البرية.
تعليقات الزوار ( 0 )