هل خرجت يومًا من محادثة تتمنى لو أنك تحدثت أقل؟ أو ربما تمنيت لو قلت شيئًا مختلفًا تمامًا؟ لا تقلق، فأنت لست وحدك، كثيرون منا يقعون في هذا الفخ، ظنًا منهم أن الحديث المتقن يعني الإكثار من الكلمات أو إطلاق النكات البارعة، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا، فإتقان فن المحادثة لا يتعلق بكثرة الكلام، بل بحسن الاختيار، يتعلق بالوعي، وبفهم ما يجب قوله، وما يجب التوقف عنه، لأن بعض المواضيع، مهما بدت عادية، يمكن أن تخلق توترًا غير مقصود، أو تجعل الآخرين يشعرون بعدم الراحة.
الدراسات الحديثة، خصوصًا من جامعة كولومبيا، توصلت إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي واجتماعي عالٍ، يتجنبون ثلاثة مواضيع رئيسية أثناء الحديث، بشكل طبيعي وغريزي، لأنها ببساطة، كفيلة بتحويل أي جلسة ممتعة إلى لحظة محرجة، فيما يلي يستعرض اليوم السابع تلك المواضيع الثلاثة، ولماذا من الأفضل أن تتركها خارج دائرة الحديث، إذا كنت ترغب في ترك انطباع مريح، وبناء علاقات قوية وصادقة.

التعاملات الشخصية
الحديث عن المال: الطريق السريع للتوتر
المال من أكثر المواضيع حساسية في المحادثات، وبمجرد ذكره، حتى ولو بشكل عابر، يتغير الجو العام، وقد يشعر البعض بعدم الارتياح، عندما يبدأ أحدهم بالتحدث عن راتبه، أو سعر ملابسه، أو تفاصيل إنفاقه، فإن المحيطين به يبدأون بمقارنات داخلية قد تؤدي إلى مشاعر سلبية، الخبراء يشيرون إلى أن المال مرتبط بمشاعر عميقة مثل الأمان، والنجاح، وحتى الحب، وقد يصبح الحديث عنه ساحة لخلق الفجوة بدلاً من بناء الجسور، لذلك، من الأفضل تجنب هذا النوع من المواضيع، خصوصًا في بدايات العلاقات، أو مع معارف لا تربطك بهم علاقة وثيقة.

فن التحدث للاشخاص
المظهر الخارجي: المجاملة قد تكون خادعة
قد تبدو الملاحظات عن المظهر الخارجي مجاملات لطيفة، لكنها تحمل في طياتها الكثير من الحساسية، في عالم مهووس بالمظاهر، قد تُفسر أبسط التعليقات على أنها أحكام أو تلميحات غير مباشرة، حتى الثناء الصادق قد يسلط الضوء على نقاط ضعف دفينة، خاصة لمن يعانون من انعدام الثقة أو مشاكل في صورة الجسد، لذا، بدلاً من التعليق على الوزن أو اللباس أو المظهر، حاول التركيز على الصفات الأعمق، مثل الذكاء، أو الإبداع، أو خفة الظل.

فن التحدث
الغيبة والتفاخر: عدوان سريان للمحادثات الراقية
القيل والقال قد يبدو مسليًا في البداية، لكنه في الحقيقة يضعف الثقة ويُظهر ضعفًا في تقدير الذات، عندما يتحدث أحدهم عن غياب شخص آخر، فإن أول ما يخطر في بال المستمعين هو: “هل سيتحدث عني لاحقًا بنفس الطريقة؟”.
كما أن التفاخر الزائد لا يبني الإعجاب الحقيقي، بل يعطي انطباعًا بأنك تبحث عن تصفيق أو اعتراف، بدلاً من التفاعل الصادق، الأشخاص الذين يتقنون فن المحادثة يدعون إنجازاتهم تتحدث عنهم، دون الحاجة للتباهي أو المبالغة، المحادثات الحقيقية تقوم على التبادل، والاحترام، والاهتمام الصادق، لا على تزيين الذات أو تسليط الضوء على عيوب الآخرين، كن مستمعًا أكثر من كونك متحدثًا، وتذكر أن اللطف والانتباه هما مفتاحا القلوب.
تعليقات الزوار ( 0 )