في اليوم العالمي للقلب، تتوجه الأنظار إلى واحدة من أبرز القضايا الصحية التي تهدد حياة الملايين حول العالم، وهى انسداد الشرايين، الذي يعد من الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والسكتات القلبية، فرغم التقدم الطبي الكبير، لا يزال الكشف المبكر والعلاج في الوقت المناسب هو السلاح الأقوى للوقاية.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أهم 5 أسباب تؤدي إلى انسداد الشرايين، ونتعرف على طرق التشخيص الحديثة، بالإضافة إلى توضيح الحالات التي يقرر فيها الأطباء استخدام الدعامات كحل علاجي لإنقاذ عضلة القلب واستعادة تدفق الدم بشكل طبيعي.
كشف الدكتور مسعد سليمان، أستاذ جراحة الأوعية الدموية بكلية الطب – جامعة المنصورة، أن انسداد الشرايين ينتج عن مجموعة من العوامل المتداخلة، يأتي على رأسها مجموعة العوامل التالية:
مرض السكر
يعد السكر من أبرز العوامل التي تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، حيث يؤثر مرض السكر على الجدار الداخلي للشرايين ويزيد من قابلية الدم للتجلط، ما يسهم في تسريع عملية الانسداد.
ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم يسبب انخفاضًا في مرونة الشرايين، ويؤدي إلى زيادة ترسيب الكالسيوم في جدرانها، مما يعزز من فرص حدوث التصلب والانسداد.
ارتفاع الدهون في الدم
من الأسباب الرئيسية أيضًا ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، وخاصة الدهون منخفضة الكثافة (LDL)، والتي تُعتبر الأكثر ضررًا على صحة الشرايين، حيث تترسب على جدران الأوعية مسببة ضيقها تدريجيًا.
التدخين
التدخين من أكثر العوامل خطورة، إذ يشير الطبيب إلى أن التدخين يرفع احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بأي عامل آخر، فالنيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في السجائر تضعف بطانة الأوعية الدموية وتُسرع من التدهور.
السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي
فرط الوزن والسمنة تؤديان إلى اضطراب في التوازن الهرموني والتمثيل الغذائي، ما يُعرف بـ”متلازمة التمثيل الغذائي”، وهي حالة تشمل زيادة دهون البطن، وارتفاع سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وخلل في مستويات الدهون، كل هذه العوامل مجتمعة تُسهم في تسريع انسداد الشرايين.
طرق تشخيص انسداد الشرايين
يوضح الدكتور مسعد سليمان أنه عند الاشتباه في وجود انسداد بالشرايين، يفضل البدء بوسائل تشخيص بسيطة وغير تدخلية، مثل:
الموجات الصوتية (الدوبلر): للكشف عن تدفق الدم في الشرايين وتحديد أماكن الضيق.
الأشعة المقطعية بالصبغة: للحصول على صور دقيقة للشرايين وتحديد طبيعة الانسداد.
القسطرة التداخلية بالصبغة: تستخدم في الحالات المتقدمة وتعد من أدق وسائل التشخيص والعلاج في الوقت ذاته.
متى نلجأ إلى تركيب الدعامات
يؤكد الدكتور مسعد سليمان أن اللجوء إلى تركيب الدعامات لا يكون إلا عند الضرورة، وذلك لأن وجود الدعامة داخل الشريان يستلزم استخدام أدوية مذيبة للجلطات لفترة طويلة، لمنع التصاق الصفائح الدموية بها.
وأوضح الطبيب أنه يتم تركيب الدعامة في الحالات التالية:
ضيق الشريان بنسبة تفوق 30% ويؤثر على تدفق الدم.
حدوث تشريح في جدار الشريان بعد التوسيع بالبالون.
عدم كفاءة التوسيع وحده في إعادة سريان الدم الطبيعي.
دعامات ذاتية الامتصاص وهو تطور جديد في العلاج
ويضيف الدكتور مسعد سليمان أنه في ظل التقدم الطبي، تم مؤخرًا تطوير دعامات ذاتية الامتصاص، وهي نوع من الدعامات يتم امتصاصها داخل الجسم خلال عام تقريبًا من تركيبها، ولا تتطلب استعمال مذيبات التجلط على المدى الطويل، ما يُقلل من المضاعفات المحتملة على المريض.
تعليقات الزوار ( 0 )