الحصول على قسط من الراحة لا يعنى فقط النوم الجيد أو الاسترخاء، حيث يوجد أشكال متعددة للراحة، خاصة في مرحلة ما بعد الولادة للأمهات الجدد، والتي تعد مرحلة صعبة ومرهقة عليهن جسديا ونفسيا.
وبحسب موقع “الجارديان” فإن معظم الأمهات يدخلن مرحلة ما بعد الولادة بتوقعات غير واقعية لأنفسهن وأجسادهن، ويشعر بعضهن بفقدان الهدف ويشككن في قيمتهن عندما لا يتوافق عمل رعاية الطفل مع مفهوم المجتمع الذي يركز على النتائج، ولا تحتاج الأمهات الجدد إلى تلقى نصائح غير مرغوب فيها، بل يحتاجن إلى الطمأنينة، خاصة بعد خوض تجربة الحمل التي تعد أطول مهمة يبذل فيها الجسم البشري طاقةً.
ويعتمد التعافي التام من الولادة على الراحة، وهو الأمر الذى يؤسس للصحة والعافية على المدى الطويل، ويوجد 5 أنواع من الراحة للأمهات الجدد التي ينصح بالدمج بينهم للوصول لأفضل النتائج.
5 أنواع من الراحة تحتاجها الأمهات الجدد
1. الراحة الاجتماعية
هذا لا يعني إلغاء جميع الخطط، بل مراعاة مشاعرك في المواقف الاجتماعية وإدراك تأثير الناس عليك، الراحة الاجتماعية هي اختيار قضاء الوقت مع من يدعمون نواياك ويعززون طاقتك، ويملؤون روحك ويشعرونك بالسعادة.
في نهاية المطاف، أنتِ ترغبين في أن تكون تفاعلاتكِ الاجتماعية إيجابية وذات معنى، لا مُرهقة أو إلزامية، وهذا ينطبق بشكل خاص على بداية فترة ما بعد الولادة، حيث قد يصبح الضيوف غير المرغوب فيهم عائقًا، ويرهقونكِ أنتِ وطفلكِ بسبب إطالة فترة استقبالهم، مما يُشعركِ بالإرهاق والتعب في وقتٍ مُرهق أصلًا.
2. الراحة العقلية
الفترة التي تلي الولادة مباشرةً هي مرحلة تتطلب جهدًا ذهنيًا كبيرًا، وتتميز بالتعلم السريع، ويتفاقم هذا التركيز والإرهاق اللاحق بسبب التعافي من الولادة، والتشوش الذهني، الذي يُشار إليه غالبًا باسم “دماغ الطفل”، والحرمان من النوم، وتعلم الرضاعة الطبيعية، لذلك من الضروري منح دماغكِ مساحةً كافيةً لاستيعاب ما تتعلمينه حتى تستوعبي الدروس، ولخلق هذه المساحة، انتبهي لما تستهلكينه أيضًا، وخاصةً النصائح من وسائل التواصل الاجتماعي، لأن كثرة المعلومات قد تُصعّب التمييز.
وإذا شعرت أن هناك الكثير من الأفكار والأسئلة في رأسك، فاكتبها في قائمة من النقاط، فهذا يساعدك على إيجاد الوضوح ويفرغ رأسك من المشتتات.
3. الراحة الحسية
لأنكِ في حالة فسيولوجية حساسة وضعيفة، فأنتِ ترغبين في أن تكوني لطيفة مع ذاتكِ بالكامل، وأي توتر أو قلق أو مخاوف ستزعجكِ أكثر من المعتاد، لذلك فإن الموسيقى الهادئة، والحمامات الدافئة، والشاي الساخن، والملابس المريحة، وتقليل وقت استخدامكِ للشاشات، ستساعدكِ على البقاء هادئة، تخيلي غرفة نومكِ ومنزلكِ بعد الولادة كشرنقة، وهيئيها أثناء حملكِ وستستفيدين حقًا من راحتها.
4. الراحة الجسدية
إلى جانب الراحة الجسدية السلبية أثناء النوم، تعد الراحة النشطة، كالاستلقاء أفقيًا قدر الإمكان في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، خطوةً هامةً نحو التعافي. هذا يسمح لعضلات قاع الحوض بالتعافي من الحمل والولادة، وهو أمرٌ مهمٌ لصحتك على المدى الطويل.
وتتضمن الراحة النشطة أيضًا تخفيف التوتر الواضح في جسمكِ، لذلك ينصح بتحريك الوركين والساقين بطريقة مريحة، كاليوجا والتدليك، بعد الولادة لتحسين الدورة الدموية، وبالمثل، فإن أداء تمارين تمدد خفيفة للجزء العلوي من الجسم والرقبة والكتفين يُخفف التوتر الذي قد تشعرين به أثناء تعلم الرضاعة الطبيعية.
وإذا كنتِ ترضعين طفلكِ رضاعة طبيعية، فقد يكون من المفيد جدًا الاستلقاء على جانبكِ أثناء الرضاعة؛ فهذا يمنع توتر الجزء العلوي من جسمكِ ويمنع الضغط غير الضروري على قاع الحوض، ولكن إذا خضعتِ لولادة قيصرية، فقد يكون الاستلقاء على جانبكِ أثناء الرضاعة مؤلمًا في الأسابيع القليلة الأولى، لذا قد تشعرين براحة أكبر في وضعية الجلوس المدعومة.
5. الراحة العاطفية
غالبًا ما يكون لدينا الكثير لنُفصح عنه بعد الولادة، ومن الشائع أن نرغب في مشاركة مشاعرنا أثناء المخاض، ولحظات السعادة والحزن التي عشناها، وكيف نشعر الآن، وهذا أمر صحي ويجعلك تطلقين العنان لأفكاركِ، وتعالجينها مع مُستمعين مُتعاطفين، وتراعين ما تُشعركِ به، وتعد الراحة النفسية هي الهدوء الذي تشعرين به عندما تُشاركين تجربتكِ بصدق.
تعليقات الزوار ( 0 )