فى عالم يزداد ازدحامًا وضغوطًا يومًا بعد يوم، لم يعد الأرق مجرد عرض عابر يزور ليالينا، بل أصبح ضيفًا ثقيلًا يُطيل البقاء أحيانًا، ويسرق منا الراحة والتركيز والصحة النفسية والبدنية، ومع تنوع الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات النوم، تنوعت كذلك أشكال الأرق، واختلفت أعراضه وطرق التعامل معه، البعض يعانى من أرق مؤقت بسبب ضغط عابر، وآخرون يواجهونه كمعركة طويلة الأمد، وربما لا يدرك الكثيرون أن لكل نوع من أنواع الأرق خصوصيته فى الأسباب والأعراض وطرق العلاج، ويستعرض اليوم السابع أنواع الأرق، وكيفية التخلص من كل نوع، وذلك وفقا لما نشره موقع sleepopolis.

ارق النوم
الأرق الحاد “المؤقت”
يُعد الأرق الحاد من أكثر الأنواع انتشارًا، ويحدث غالبًا نتيجة ظرف طارئ أو ضغط نفسي مفاجئ، مثل فقدان وظيفة، أو الاستعداد لامتحان مهم، أو حتى حدث سعيد كخطوبة أو زفاف، يستمر هذا النوع عادة من بضعة أيام إلى ثلاثة أشهر، ويزول غالبًا بزوال السبب، يُنصح بمحاولة تهدئة الأعصاب قبل النوم من خلال التنفس العميق، أو استخدام الزيوت العطرية مثل اللافندر، من المفيد أيضًا تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ، حتى في العطلات، لتعويد الجسم على نظام منتظم، الابتعاد عن الهواتف والأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل يساعد بشكل كبير.
الأرق المزمن “طويل الأمد”
يُعرف الأرق المزمن بأنه صعوبة فى النوم تحدث ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل وتستمر أكثر من ثلاثة أشهر، قد ينتج عن ضغوط نفسية مستمرة، أو أمراض مزمنة، أو مشاكل في الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، هذا النوع يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، وقد يتسبب في أمراض جسدية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، فالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) يُعد الخيار الأفضل، حيث يُساعد الشخص على تغيير أنماط التفكير السلبية المرتبطة بالنوم، كما يُنصح بالابتعاد عن المنبهات في المساء، وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام، مثل المشي.

الاصابة بالارق
الأرق النفسي الفسيولوجي
هو نوع من الأرق المزمن يُصاحبه فرط في التفكير والقلق المرتبط بمجرد فكرة الذهاب للنوم، يشعر المصاب به بالنعاس طوال اليوم، لكن بمجرد التوجه إلى السرير، يبدأ ذهنه بالعمل كأنه استيقظ للتو، وقد ينام المصاب بشكل طبيعي في أماكن غير السرير مثل الأريكة أو أثناء السفر، أهم خطوات العلاج هو كسر الارتباط بين القلق ومكان النوم، يمكن البدء بتغيير موقع السرير أو تصميم الغرفة بشكل مختلف، يُنصح بعدم الذهاب إلى السرير إلا عند الشعور بالنعاس الشديد، وعدم البقاء فيه أكثر من 20 دقيقة دون نوم.
الأرق المتناقض
يُعرف الأرق المتناقض عندما يشعر الشخص أنه لم ينم مطلقًا رغم أن الفحوص الطبية تُظهر أنه حصل على قسط جيد من النوم، يشعر المصاب أنه قضى الليل مستيقظًا، في حين أن جسمه كان نائمًا فعليًا، العلاج هنا يعتمد على طمأنة الشخص وتعليمه كيف يثق في قدرته على النوم، من المفيد تسجيل ملاحظات النوم يوميًا لمراقبة التحسن، وقد يكون العلاج السلوكي هو الخيار الأمثل، إلى جانب ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل.
أرق نظافة النوم
يحدث هذا النوع بسبب عادات نوم غير صحية مثل السهر الطويل، تناول الكافيين قبل النوم، استخدام الهاتف في السرير، أو النوم في غرفة غير مريحة، مع الوقت، تتكون أنماط نوم غير منتظمة تُسبب أرقًا مستمرًا، تصحيح نمط الحياة هو المفتاح هنا، يجب الالتزام بروتين نوم ثابت، وتجنب استخدام السرير لأي شيء غير النوم، الحفاظ على بيئة نوم هادئة، مظلمة، وباردة يُساعد بشكل كبير، يُنصح أيضًا بتقليل الشاشات والإضاءة البيضاء قبل النوم.

الشعور بالارق
الأرق السلوكي
في مرحلة الطفولة يصيب هذا النوع الأطفال الذين يربطون النوم بعادة معينة مثل الهز أو حمل زجاجة أو النوم مع أحد الوالدين، كما قد يظهر في صورة رفض النوم أو مقاومة الذهاب إلى الفراش، خاصةً عند عدم وجود حدود واضحة من الأهل، يتطلب الأمر وضع روتين صارم لوقت النوم، وتعويد الطفل على النوم بمفرده دون محفزات خارجية، يُفضل تثبيت موعد للنوم والاستيقاظ حتى في أيام الإجازة، واستخدام قصص ما قبل النوم وبيئة هادئة لطمأنة الطفل، في بعض الحالات، قد يُساعد استشاري النوم الأطفال على تخطي هذه المرحلة بسهولة.
تعليقات الزوار ( 0 )