غالبًا ما يتم تجاهل صحة الكلى لدى الأطفال، إلا أن إتباع عادات صحية مبكرًا تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحتهم مدى الحياة، حيث تساعد الكلى السليمة على تصفية الفضلات، والحفاظ على توازن السوائل فى الجسم، ودعم النمو والتطور بشكل عام، لذلك فإن اتباع عادات صحية منذ الصغر يمكن أن يمنع حدوث مشكلات مستقبلية مثل ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وأمراض الكلى المزمنة، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
ويمكن للوالدين توجيه أطفالهم نحو إتباع عادات صحية للحفاظ على صحة الكلى من خلال التغذية السليمة، وممارسة الرياضة بانتظام، وشرب كميات كافية من الماء، والاستخدام المدروس للأدوية، كما تساعد الفحوصات الدورية على الكشف المبكر عن المشكلات المحتملة، ووفقًا للمؤسسة الهندية للكلى، توفر هذه القواعد الذهبية السبعة، خطوات عملية لحماية صحة الكلى لدى طفلك، وتمهد الطريق لمستقبل أكثر صحة.
فيما يلى.. 7 نصائح للحفاظ على صحة الكلى لدى الأطفال:
تقليل تناول السكر
يمكن أن يزيد تناول السكر بكثرة من خطر الإصابة بمرض السكري، وهو سبب رئيسي لأمراض الكلى لدى البالغين، حيث يُسبب ارتفاع سكر الدم ضغطًا إضافيًا على الكلى، وقد يُلحق الضرر بأنسجتها الحساسة مع مرور الوقت، ويمكن للوالدين تقليل كمية السكر في نظام أطفالهم الغذائي عن طريق الحد من المشروبات الغازية والعصائر والمشروبات الرياضية والوجبات الخفيفة السكرية وحبوب الإفطار، كما توجد السكريات الخفية في العديد من الأطعمة المعلبة، مثل الخبز وصلصات الطماطم والتوابل، لذلك من المهم مراجعة ملصقات المعلومات الغذائية.
إن تشجيع الأطفال على شرب الماء بدلًا من المشروبات المُحلاة، وإشراكهم في تخطيط وجباتهم، ووضع حدود للحلويات، كلها عوامل تُعزز الخيارات الصحية، كما أن تعليم الأطفال تناول بدائل صحية، كالفواكه أو الوجبات الخفيفة غير المُحلاة، يُساعد على ترسيخ عادات صحية طويلة الأمد وحماية وظائف الكلى.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
النشاط البدني ضروري لصحة الأطفال بشكل عام، بما في ذلك الحفاظ على وظائف الكلى، فالتمارين المنتظمة تقوي العظام والعضلات والقلب، وتدعم صحة الكلى من خلال تحسين الدورة الدموية وتقليل خطر الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، كما يجب أن تتاح للأطفال فرص يومية للحركة، سواءً باللعب في الخارج، أو ركوب الدراجات، أو المشاركة في الرياضات التي يستمتعون بها.
فمن المهم أن يكون النشاط ممتعًا وجذابًا للحفاظ على اهتمامهم على المدى الطويل، مع الحد من وقت استخدام الشاشات مثل أجهزة التليفزيون والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، يُشجع الأطفال على الحركة أكثر والحفاظ على نشاطهم، مما يقلل أيضًا من العادات الخاملة التي قد تؤثر على صحة الكلى مع مرور الوقت.
شرب ما يكفى من الماء
إن تشجيع الأطفال على شرب الماء بدلاً من المشروبات السكرية يُفيد الكلى ويعزز الصحة العامة، فالماء يُساعد الكلى على تصفية الفضلات، ويدعم تدفق الدم السليم، ويقي من الجفاف الذي قد يُضعف وظائف الجسم، بل ويُسبب تلفًا كلويًا في الحالات الشديدة، ويحتاج الأطفال النشيطون والذين يعيشون في مناخات حارة أو رطبة إلى ترطيب إضافي لتعويض السوائل المفقودة عن طريق العرق، لذلك ينبغي على الآباء مراقبة لون البول لدى أطفالهم كمؤشر بسيط على الترطيب، لأن البول الشاحب ذو اللون الفاتح عادةً ما يُشير إلى تناول كمية كافية من السوائل، بينما قد يُشير البول الداكن إلى الحاجة للمزيد من الماء.
تقليل الملح في النظام الغذائي
رغم أن الصوديوم ضروري لوظائف الجسم، إلا أن الإفراط في تناوله قد يرفع ضغط الدم ويجهد الكلى، ويرتبط ارتفاع ضغط الدم، حتى لدى الأطفال، بتلف الكلى مع مرور الوقت، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في مراحل لاحقة من العمر، ولتقليل الصوديوم، قلل من ملح الطعام، والوجبات الخفيفة المالحة، والأطعمة المصنعة، والوجبات السريعة، وتحضير وجبات طازجة في المنزل مع أهمية قراءة ملصقات الطعام لمعرفة محتوى الصوديوم وذلك يُحدث فرقًا كبيرًا، إن تعليم الأطفال الاستمتاع بالأطعمة ذات النكهات الطبيعية والأعشاب والتوابل بدلًا من الاعتماد على الملح يُساعدهم على تقبّل وجبات صحية تحمي كليتيهم.
الحفاظ على وزن صحي
الحفاظ على وزن صحي في مرحلة الطفولة أمر أساسي للوقاية من مشكلات الكلى وغيرها من الأمراض المزمنة في مراحل لاحقة من الحياة، حيث يمكن أن تزيد الدهون الزائدة في الجسم من خطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وأمراض الكلى، وينبغي على الوالدين توفير وجبات متوازنة بكميات مناسبة، وتشجيع أطفالهم على ممارسة النشاط البدني بانتظام، ويمكن أيضًا لاستشارة الطبيب أن تساعد في تحديد نطاق الوزن الصحي لطفلك، ووضع استراتيجيات آمنة ومناسبة لعمره للتحكم في الوزن عند الحاجة، حيث أن اتباع عادات صحية، مثل التغذية السليمة والحركة اليومية، يساعد الأطفال على تبني سلوكيات صحية مدى الحياة تقلل من خطر تلف الكلى.
استخدم الأدوية بشكل صحيح
قد يُلحق سوء استخدام الأدوية ضررًا بكليتي الطفل، لذلك من المهم اتباع تعليمات الطبيب وتوصيات الجرعات بدقة، لأن الإفراط في استخدام بعض مسكنات الألم، وخاصةً مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، قد يُلحق الضرر بالكلى مع مرور الوقت، وينبغي على الآباء قراءة ملصقات الأدوية، وتجنب تجاوز الجرعات الموصى بها، والتأكد من تناول الأطفال للأدوية مع كمية كافية من الماء، واستشر دائمًا الطبيب قبل إعطاء أي دواء جديد لطفلك، حتى الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية، حيث يُعد تناول الأدوية بشكل صحيح أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الكلى وعلاج الأمراض بفعالية.
إجراء فحوصات منتظمة
إجراء فحوصات طبية منتظمة للطفل مهمة لمُراقبة صحتهم واكتشاف العلامات المُبكرة لأمراض الكلى، ومراجعة التاريخ الطبي، وتشمل الفحوصات تحليل البول والدم لتقييم وظائف الكلى، كما يُمكن استخدام التصوير الإشعاعي عند الضرورة، ويجب على الوالدين إبلاغ الطبيب بأي أعراض غير طبيعية لدى أطفالهم، مثل التعب، أو فقدان الشهية، أو صعوبة التركيز، أو تورم القدمين أو حول العينين، أو مشكلات في المسالك البولية، حيث يساعد الكشف المُبكر عن أمراض الكلى بشكل كبير من فرص العلاج الفعال والحفاظ على صحة الكلى على المدى الطويل.
تعليقات الزوار ( 0 )